أزاح الستارة عن وجه النافذة ليطل على صباح الحارة الساحر، كان لوحة ذات ألوان !
تغدو أسراب الحمام وتجيء كأنها ترسم شعارات للسلام ، وتعلّم أهل الحارة فن الحرية !
أمام النافذة ، على النخلة السامقة أقامت العصافير مهرجانا غنائياً بدأ قبل أن يتنفس الصباح ،
وعلى السطح المقابل تلميذ نشيط يذرع المكان جيئة وذهاباً، يراجع عن ظهر قلب دروس التاريخ والوطنية .
وهذا صاحب بقالية ( أفراح) ينظف المكان ويرش الماء ، ينتظر زبائنه ليبيعهم فرحا وبضائع .
في الجهة الأخرى كانت المئذنة ترتفع كأنها يد طويلة تشير إلى السماء وتسبح الله .
رحلت أسراب الحمام من الحارة في أحد مواسم الهجرة إلى الشمال ، تبحث عن مكان أكثر دفئاً . وانفض مهرجان العصافير بعد انفجار هائل اجتث النخلة السامقة من فوق الأرض ، ولاحقت لعنة التاريخ والوطنية ذلك التلميذ النشيط و غيبته عن الصورة !
غيرت بقالية( أفراح) اسمها ، وانتظر الزبائن صاحبها ، لكنه لم يأت ، بينما قُطعت تلك اليد التي كانت تشير إلى السماء وتسبح الله !
مسكينة تلك النافذة ، مسكينة، أصبحت اليوم جرحاً في جدارٍ يئن من الألم !