اعلم ما يدور بداخلك الان..  يستعمرك احساس "ما انا ؟!" حتى من حين الى حين "قيمتي ليست مقدرة هنا" وكلٌ على أرض "لا قيمة لك" فتستسلم لهيمنته لأنه على كل حال: تلك الأرض انت مقيم بها لست مواطن.. لذلك فانت محتار فيهم وليس بينهم .. ترى جميع عُقد الحبال التي تثبتك في ذلك المكان وتلك البلد: قد تظن للمرة الأخيرة ان هذه الحبال مربوطة بأطراف جسدك بعد شعرت بها مغروسة عناقيد قلبك! فلا فرار منها

هناك اقرب صديق لك وعلى الاطرف اسعد شخص تتفائل بلقائه و ذات الحُسن التي تسعد لرؤيتها كذلك، وعائلتك .. استاذك الجامعي المفضل!

كل تلك الحبال قط تقطعها في يوم الا ذلك الحبل السميك المربوط بقدميك ..

انت لا تنوي قطعه لانه حتى ليس معقود الضفيرة، انها حزمة من الخيوط يمكن بذكاء قطع كل واحد منها .. لكن ذلك سيأخذ منك الوقت!

...

الحديث لأول مرة وفي كل مرة كان يزيد من الأمر تعقيدا.. اتعلم عندما تتقرب لفهم مادة او شخص وترى انك كلما تفهمت تحيرت أكثر .. حينها تتعلق دون سبب، وبدون مقدمات، قد تتعلق بحبك لذلك الكيان الغامض وتلك المادة العجيبة ان لم تكن الروح الصافية!

حتى اقتناعك بأن لا صفاء دون تصفية يزيدك تعمقا!

علي ان اتوقف في الغوص نحو المظلم واقول : ما الذي يجعل لهفتك لذلك الشخص تنقص مع الزمن وكأنك مدمن عليه، او تختفي فجأة حتى تكتشف في ما نسميه "النهاية" انه لم يكن بذلك النقاء والصفاء .. بل وعيوبه قد تغطيك من عيوب!

لانه تلك لم تكن "النهاية"، انما البداية الأصح لك البدء منها.

هل كان يخدعك فعلا بمحاسنه ويخفي عنك كل ذلك الوقت اوراقه ؟ تلك فكرة مريضة ابرعنا في تشكيلها لنبرر غبائنا وشهوتنا في الادمان على التعلق بالناس وقت نعجب لبريقهم الذي يصدأ مع الزمن كلما زادت "العِشرة" او "الحب".

نلقي باللوم و نصرخ بالشفقة على حالنا.. لأننا كنا ضحية إدمان على جرعة زائدة من ذلك الانسان الغير نقي كما نحن ، والغير قذر كذلك، لكن حينما يتوقف علينا الأمر لنكون حكام، نختر دور الضحية بالطبع، وننحاز لموقف "الشريف" الطاهر.

اليوم وربما غدا قد أكون فهمت اول معضلة تجعلني استوعب مبدأ "التعلق" بأحد حتى دون ان أبوح لنفسي بذلك، وفهمي لما قاله الكثير عن " ان تحب الجميع والا تثق الا بالقليل" : وليس شرط ان يكون الدرس خبرة سيئة ولكن استيعاب افضل لخبرات تجري امام العين ، فلا شرط ان تكون عينة لتتوصل لنتيجة فحص! ولا ضير في ان يستعمرك شعور نحو شخص قبل ان بعد ان تملكتك تجاهه مشاعر الفقر.


بقلم وكيبورد/ نور الدين خالد