دولة الشباب قادمة. نقطة رأس

رحيم الخالدي

تسارعت الأحداث في بداية النظام الديمقراطي وتغيرت القرارات وفق الإرادات، واللاعب الرئيسي كان من نصيب الجانب الأمريكي، محاولا فتح فجوة كبيرة! بين أطياف الشعب العراقي، خاصة بعد إغتيال السيد "محمد باقر الحكيم" (قدس)، وبرنامجه المخيف لبناء الدولة، والتخبط من الشركاء بالعملية السياسية في بداية تشكيل الحكومة، يدل على عدم وجود برنامج إدارة، وهذا شهدهُ المواطن العراقي خلال السنوات المنصرمة، متسلسلا من عمر الحكومة العراقية، ونجح الأمريكان لحد ما، وقليل من أحس بالمؤامرة الكبيرة وإنخرط، وأصر الباقين على الوقوف بالضد من العملية السياسية وهو مشارك! بها فمن باب هو مستلم منصب، ومن باب آخر يحرض وبأموال الدولة .

لم الشتات كان من أصعب الأمور، وراح كل يرتجل بإيجاد حل لهذه المعضلة، يرافقها صرف أموال كان من الممكن إستثمارها لبناء البلد، حيث تم تكون هيئات ولجان وتشكيل مجاميع عسكرية، سميت حينها الصحوات! للقضاء على التنظيمات الإرهابية، والإحاطة ببقية من لم يستطع الارهاب تجنيده، واحتوائهم قدر الإمكان، وسرعان ما تحول الشارع الى حلبة صراع، لتنتج الطائفية المقيتة التي غذتها أمريكا، نتيجة الفراغ الذي تركته الحكومة منشغلة بجمع الأموال والكومشنات، كما صرّحت به أحد النواب، وغيرها من الأمور التي من المعيب والمخجل ذكرها، وهذا أنتج آنف الذكر .

الشارع العراقي مترقب وسط تلاطم الأمواج، التي أشغلته طوال السنوات من عمر الديمقراطية، وجعلت منه متفرجاً لا يعرف لمن يلتفت! ونتيجة كل الذي حصل وتحكم أشخاص لا يمتلكون مهنية إدارة الدولة، قرارات خاطئة! كانت النتيجة آخر المطاف خسارة ثلث مساحة العراق، والخيانات من قبل قادة كنّا نعول عليهم، ومجزرة الصقلاوية وبادوش وسبايكر وغيرها ممن لم يتم ذكرها بوسائل الأعلام، كفيلة بأن نكون بمرحلة أشبه باليأس، الذي ليس بعده شيء سوى أن نكون لاجئين في الدول المجاورة، كون التهديد وصل لأطراف بغداد والفرات، ليأتي دور المرجعية بفتواها التي أدارت الكفة، وإسقاط أكبر رهان راهنت عليه الإمبريالية العالمية، تغذيها أموال النفط الخليجي .

اليوم وبعد كل الذي مر بالعراق من أدوار، إنكشفت الحقائق بفضل من له إطلاع ببواطن الأمور، أو التحليلات السياسية من التدخلات الخارجية، وكيف يتم تغذية الإرهابيين، ترافقهم فتاوي التكفير! كما أننا اليوم نقف على عتبة مفصلية مهمة جداً، فإمّا نكون أو لا نكون، وإنتخاب من كان يتسنم المنصب طوال السنين الفائتة، ويبقى الوضع كما هو عليه، أو البحث عن المرشح كما نبحث لأنفسنا أفضل الملبس والمأكل، لأنه بصوتنا أما نشكر الباري على نعمة الإختيار، أو نلعن اليوم الذي إنتخبنا فيه الشخص الذي فضلناه على كثير من الشرفاء .

بما أن المرحلة الراهنة تختلف إختلاف جذري، والقوائم التي كانت في المقدمة، قد خسرت كثير من جمهورها! فبدأت بأستقبال شخوص جدد، بغية الحصول على أصوات تبقيهم في المقدمة، بيد أن هنالك قوائم لها مسار جديد، كونت قائمة جديدة تلم بين طياتها كفاآت، تحمل شهادات عالية شباب تؤهلهم لقيادة دولة شابة، ترافقهم البرامج التي من شأنها بناء دولة حقيقية معتمدة على الخبرة، يضاف لها الشعار القديم الذي حمله الشهيد "محمد باقر الحكيم"(قدس)، أيام الجهاد ضد نظام البعث المحظور، وكلمات المرجعية التي أوضحت الواضحات بضرورة حسن الإختيار .