تحكمه ذكرياتٌ سوداءُ مؤلمة، اعتاد استرجاعها كل ما عاندته الحياة. كان دائمًا يخفي لفحة الحزن من على وجهه بابتسامة ميتة، وضحكة باردة. نفذ صبره من كل شيء. تكالبت عليه آلام الحياة من كل حدب وصوب. كلما اشتعلت شرارة أمل ضاق عليه جدار البئر ليطفئها. انكسرت روحه من تكرار حركة الجدار عليه. يرى فتحة الهروب أمامه قريبة وكلما قرر الخروج منها ارتفعت الفتحة عنه وصغرت لتسخر منه. يرى تلك الكائنات من تلك الفتحة البائسة العالية ينادونه ويلومونه على عدم قدرته في الخروج من تلك البئر العميقة. للتو تعرف على نبرة السخرية في تلك الكائنات البشرية المخيفة.
رغم كل ما حصل، مازال يأتيه ما يكفيه ليظل على قيد الحياة منتظرًا وعد ربه الأكبر .
اكتست روحه بالشيب رغم صغر سنه وطال عليه ليله في ذلك البئر. بين فترة طويلة وأخرى يأتي من يحاول إخراجه من ذلك البئر، ولكنهم يتركونه في منتصف الطريق ليعود هاويًا إلى القاع.
وما زال ينتظر..
أهلا بكم في نادي الخفافيش البؤساء..