• صدفة
للحظات، قد نتوقف في أن ننشغل تفكيرأ... ولحظات أخرى (أجمل واشقى): نتعلق لما فكرنا فيه صدفة، او لمَ جاء وخطر على بالنا صدفة! فننجذب للفكرة المباغتة أكثر، ونجد انفسنا تلقائيا ننسى أمور كثيرة أرهقتنا دون فائدة! فنتعلق بشدة لجمال "الصدفة". قد ينعكس إهتمامنا لأمور جديدة لم نتوقعها يوما، روتين أساسي في حياتنا... وكل ذلك نشأ من "صدفة"!
أمازلنا نقتنع أن هناك أمور تحدث عبثا، مجرد اوراق ملقاة على الطاولة، لا هدف مباشر لها سوى الإجابة على تمارين ردود افعال، او تجديد هوايات، وتسمى (صدفة) ؟!
هل الكلمة بحد ذاتها لا تحتمل وصف أكثر لمعناها ؟!
أم هناك كلمة أخرى تحمل جميع الوصف والمعاني، ولا تحمل تخابط الفاظ؟ نعم... فتعلقك بصدفة قد يسمى (قَدَرْ) وان لم تلاحظ! واعنيه بذاته "القدر" الخام.. الذي ينشأ دون سبب مباشر ودون توقع محسوب، ذلك الذي 'يوازي' قوانين رد الفعل ولا يمسها، يأتيك بأخبار غير متوقعة، بغايات وقودها الشغف، او احيانا فرصة جزاءها الصبر!
ينقصنا في معجم الايمان بضع كلمات لم ننتبه لها، وبات من السهل والمؤلم اللجوء الى كلمات سريعة على البال نُفسر بها الحال ونُسكِّن بها آلام، لم تنشىء الا من جرح انفسنا لأنفسنا، ومن نفس تلك النفس لنفسها ، فنجهل متى نصدق لها ومتى نكذب عليها!
عندما تكون الحقيقة كذبة لخلوها من أدلة، فان الكذبة اعظم حقيقة وفّت الاقناع؛ وحتى الآن ما يزال الكذب والاحاطة من افضل وسائل ايصال الحقيقة في صورة نقية ان لم يتم استغلاله في مكانِه الأسمى!
ومنْهُ، فلا شك في كَون العِشقُ كذبة اذا كان صريح، والخيال وَهمْ اذا كان قائد الفكرة، اما الحب فسراب إنْ كان تحت ضوء الشمس، ومع ذلك فمايزال اعظم "صدفة" وانقى قدر!
▪ولكن هل الايمان والفكرة بصورتهما العامة صدفة خلقها القدر؟!
▪وهل من يطلب الصراحة منزلا، غالبا ما لايجد مكانا له ؟
▪واخيرا ان لم يكن آخرا.. هل اقتناعك بذاك الكلام قد يؤثر فيك، ان لم تمحوه من ذاكرتك منذ لحظة اغلاقك تلك الصفحة؟!
كونه حقيقة فلا حق له ان لم يتحرى الكذب!
-بقلم وكيبورد/ نور الدين خالد