Image title

جناحَ الذلّ أخفضهُ لكِ رحمةً وحباً ووداً ورجاءً وصدقاً يا من ملكتِ منجماً من مكان في فؤادي الصغير .. كيفَ لا وأنتِ الكنز الذي ما إن بحثتُ وبحثتُ عنهُ لن أجدَ قيمته .. فجوهركِ نادرَ الوجود ..

يا نوراً قد تدفقَ من فؤادي عبرَ كلماتِ القصيدة .. عيناكِ لا ترى سوى النورَ في الأفق فتبعثُ في مقلتيَ الضوءَ الذي يرشدني لطريقي السليم ..

يا شُعلةً في نفسي تلهمني الهدوءَ والطمأنينة التي لا أجدها سوى بقربك ..

أنتِ الوطنُ الذي أنتمي إليه .. الوطن .. الذي ما إن سمعتُ باسمهِ دقَت لهُ أحاسيسي الصادقة وطربت لهُ مسامعي وأنشدتُ قصائدَ وأبيات توحي بذروةِ الولاءِ والوفاء وفخرِ الإنتماء !

يا سماءً نلتُ منهُ غيثاً طيباً أثمرَ في قلبي حياةً لا تذبل ! فيا أمي كنتِ ليَ أجمل معنى رسمتهُ رموشِ عيناكِ على لوحة حياتي المزهرة ..

أنافسُ الحروفَ أن تخطَ بشذاها عبيرَ مُحيّاكِ .. فجمالكِ الذي تجسدَ في إخلاصِ سريرتكِ نحوَ فلذاتِ أكبادكِ تلكَ هي المعجزة التي منحها الله إياكِ وبه امتزت ِعن خلقهِ ..

غاليتي .. قضى اللهُ طاعتكِ بعدَ طاعته فخصكِ بالمكانِ العظيمِ الذي لا ينافسهُ أحدٌ من العالمين .. فأبشري بما عندَ الله من جزاء .. ونرجو عوناً من الله لبرّكِ يا ملاكَ الأرض ..

حبيبتي .. اصطفاكِ الله رسالةً جليّةً في مجتمعٍ إسلامي نابع من هدي الحبيبِ المصطفى .. أمك ثم أمك ثم أمك .. فصدقَ الحبيبُ بالقسم ..

معلمتي .. أنتي المدرسة التي تفيضُ لنا بدروسَ الحب والحنانِ والتضحيةِ والوفاءِ والإخلاصِ المنقطعِ النظير !

روحي .. كيفَ لا يحرصُ الإسلامُ بضمّ معانيكِ الجليلة .. وأنتِ خديجة التي احتوت رسولِ الله فدثرته .. وكنتِ سميةَ وخولة في المعارك .. والخنساء التي فدت لدينها ووطنها فلذاتِ أكبادها وكلّ ما تملك ..

قلبي .. أنتِ الكائن الطاهر الوحيد الذي ما إن قدّمَ لا ينتظر مقابل وإن قوبلَ أعطى ومنحَ المزيد .. فاهمسي لي بحنانكِ العجيب .. عن قلبكِ الواسع الذي احتوى فوقَ طاقتهِ ليرفعَ ضراً عن حبيب ويُسدلِ سعادةً لكلّ قريب ..

قُرّةَ عيني .. أنتِ هبةُ الله في الأرض ..

أنتِ السعادة الدائمة .. التي لا تقف على محطةِ انتظارِ الجزاء ! ومدادُ قلمي في حقكِ قليل .. أحبكِ ما دامتِ السماواتِ والأرض يا أعظم نعم الله ..

حفظكِ الله كما دُمتِ ..

نور الهدى ( إحسان علي مقبل )