توريث المعرفة و الخبرة هو خير ما يمكن أن نقدمه للأجيال اللاحقة فالأشياء الأخرى مثل النقود والعقارات ستفنى و لو بعد حين. رغم تطور التكنولوجيا فلا شيئ إستطاع أن يخلف الكتاب و قد برهنت الأبحاث أن قراءة الكتب تُعلم الصبر و التركيز لفترات طويلة عكس الإنترنت الذي يصيب مُدمنه بقلة التركيز و الصبر على قراءة أي نص أطول من بضعة سطور!

و قد إبتليت أمتنا بهجران القراءة و كادت صورة المرء و هو يطالع كتاباً تنقرض من حياتنا اليومية و نحن نرجوا أحسن من ما نحن عليه فكيف السبيل؟

الكثير منا يُدعى باستمرار إلى حفلات عيد ميلاد أو مناسبات أخرى للأطفال و المراهقين و أكاد أجزم أن معظمنا يجلب معه جهاز إلكتروني، لعبة فيديو أو لعبة كهربائية أخرى مما غلى ثمنه كهدية و كل هذا إما يتوقف عن العمل بعد بضع ساعات أو يكون مصيره أن يمل منه الطفل سريعاً و يُضاف إلى أكوامٍ أخرى في مقبرة اللعب.

كم منا فكّر أن يهدي بدلاً عن ذلك قصةً، موسوعة، كتاب سيرة أو إشتراكاً في مجلة أطفال؟ لا أظن أنهم يفوقون 5 بالمئة بالرغم من إن هذه الهدايا تعمّر عند الأطفال لسنوات. غزو الأدوات الإلكترونية لحياة أطفالنا أدى و ساعد إلى الهجران المتزايد للمؤلفات المطبوعة كوسيلة للترفيه.

قال راي دوجلاس برادبوري: " لن تحتاج إلى حرق الكتب لتهدم حضارةً فقط إجعل الناس يكفون عن قرائتها" -

إذا تواصلت ظاهرة مشاهدة الأطفال اللامحدودة للتلفاز مع ماتبقى من وقتٍ شاخصين في أجهزة الطابلات، آيفون و بلاي ستايشن فقريباً ستضيع ثقافتنا منهم. هذا خطر داهم!

فن القراءة عادة ثمينة و يجب أن تُكتسب في الصغر و لكن كم منا يصبر في أيامنا هذه على قراءة و لو جريدة؟ فهل نرجوا من هؤلاء أن يُورّثوا أبنائهم عادة المطالعة؟
لا تصدق من يقول لك أننا أبناء عصرنا نطالع إلكترونياً فهم لا يقرؤن أي شيئ يستغرق أكثر من بضع ثواني بما في ذلك هذا المقال و إنما هم يتفرجون فيديوهات مسلية لا تتطلب جهداً فكرياً و يكتبون تعليقات من بضع كلمات لايمكن لعاقل أن يُوصل بها فكرةً أو ينتقد بها نظرية. 
سأنشر لاحقاً بعض النصائح لنعلم أبنائنا عادة المطالعة و حب الكتب.