“ إلى الوطن والمنفى
صديقي الوحيد ،
صديقي الأول ،
ميثاقي الأوفى ،
ومسرّات الحياة المدهشة ..
هل يلزمني مقدمة طويلة لأقول لك بكل
رجاء العالم : خُذني معك ..
إنّ هذا الحزن الذي يكبر في صدري يجعل الحياة مُرّة ، وأنا اتلذذُ بهذهِ المرارة مادام كتفك منفى حزني ..
كتفك الذي تنام عليه شتائمي وكلماتي التي لن تصل ، كتفك الذي يساندني دائماً لأُذلل الصعاب واتخطى العثرات وأكون قوية بما يكفي لأُجابه الحياة ..
صديقي إن رياح الأسى تعصفُ بي بكل قوتها ولا استطيع صدّها إلا بوجودك معي ،
بيدك التي تُمسك بأصابعي الباردة ..
بيدك التي تلمسُ بها عروق يدي البارزة ..
يدك الطمأنينة ، يدك طوق النجاة .
كم ابدو ممتنة لدوّامة الظروف التي تحاول دائماً أن تبتلعني لوحدي فتختار أنت أن نكون معاً ، معاً في كل الظروف .
كم ابدو فخورة لأننا ومهما طالت بنا المسافات نظلّ متعانقين كما لو أننا في موعدٍ ما ..
كان يكفينا فقط أن نعيش تحت سماء واحدة ، سماء رحبة كقلبك وزرقاء كحزني .
كان يكفينا أن نهرول معاً في دروب الحياة المتعرجة وعندما يراودني التعب استندُ إليك كجدارٍ صلب يشبه سور الصين العظيم ،
كان يكفينا أن نضحك معاً ونتبادل الشتائم والأغاني والأسرار كما نقول ..
كان يكفيني ويكفيك ياصديقي أنهُ كلما راودنا القلق يوماً تعانقنا ، كشجرةٍ تعانق جذورها الأرض تعلم جيداً أنها لو أفلتت جذورها ستموت ، ستفقدها الأرض ..
صديقي الوحيد ، رجائي أن تأخذني دائماً معك أو بشكلٍ آخر :
"خذني إليك أما تعبت وأنت تحملني معك ؟"
*أثير الواكد