قد نصل إلى إجابة لسؤال العنوان إذا طرحناه بشكل مختلف "لماذا لم نعد نفرح بحلول العيد كما كان من قبل "
هنا نستطيع الإجابة .. أنه لم يعد يوجد شيئا كما كان من قبل و هذا ينطبق على الفرحة بالعيد و الإحتفال به و التي كانت متشابهة تقريبا في كل البيوت المصرية ، حيث كانت الإحتفالات بسيطة و هادئة و آمنة ...
فحاليا أصبح الإحتفال بحلول العيد دليل على التباين الحاد في سلوكيات المجتمع المصري ... فقد نبدأ اليوم بالصلاة في المساجد الكبري و المساجد و تنتهي بقتل أو شجار أو حوادث تحرش جماعية .
سلوكيات عنيفة و تشمل أطياف مختلفة من المجتمع تعبر في مكنونها عن الإحساس بالقهر و الرغبة في التمرد في مواجهة أزمات المعيشة المختلفة .
في هذا السياق يمكن أن نسأل سؤالا فرعيا .. هل يشعر المواطن بأي تحسن على المستوى الإقتصادي ينعكس على مظاهر الإحتفال بحلول العيد ؟
الأوضاع الإقتصادية – التي تقريبا لا تشهد تحسن يذكر مؤثر في حياة الفرد في مصر – تتسبب في إصابة المواطن بالإحباط و الذي ينعكس بدوره في طريقة إحتفاله التي شابها الكثير من العنف و الإنحلال .
نعرف جميعا أن هذه الأوضاع لم تظهر في عشية و ضحاها و إنما أخذت وقتها حتى نضجت .. كان ذلك في صورة حادثة التحرش الأشهر في وسط البلد عام 2007 و رغم أنها هزت المجتمع إلا أنه رفض الإعتراف بالظاهرة حتى أخذت شكلها الحالي ..
و بعد الإضطرابات السياسية و الإحتجاجات الشعبية و التي بدأت في 25 يناير لم يتوقف العنف حتى الآن ليؤكد إستمرار سوء الأوضاع السياسية و الإقتصادية .
و من هنا ، نجد أن الكثير من الدراسات التي ناقشت مثل هذه الظاهرة قد أبدت قلقها من تراكم المشكلات دون تقديم حلول تدفع المواطن لتحسين سلوكه و تقليل إحتقانه ،بدلا من الإكتفاء بالصراخ في القنوات الفضائية و إلقاء اللوم على جهات و جماعات و كأنها هي وحدها الشر المسلط على مصر .
يبرز لنا سؤال آخر ... هل خطوات الحكومة ناجحة في تخطي هذه الأوضاع الإقتصادية ؟ أعتقد أنه من الأفضل ألا نطرح هذا السؤال أبدا لإن إجابته معروفة مسبقا .. و لكن من الأجدر أن نعلم علاج الأوضاع الإقتصادية السيئة في مصر تحتاج إلى ما هو أكثر من خطوات تقوم بها أي حكومة .. فهي تحتاج إلى صانع قرار حقيقي يرغب في حل هذه الأوضاع و مجتمع منفتح لدى الكثير من أطيافه وعي بحقيقة مشكلاتنا و صوت حقيقي يدعم صانع القرار عبر قنوات التغيير السلمي الشرعية ..
إحتفالنا بالعيد مع كل عام يأخذ ملامح أكثر إحباطا تعبر عن ما يدور في ذهن المواطن المصري و يرسم على وجهه علامات التساؤل حول العام الذي يليه إن كان سيكون أفضل أم يزيده إكتئابا و عنفا ....