وطن الرواء، وغيمة عاشرة.


أتيت اليكم، وكلي أنتم

أصافح منكم كفوف الأقاح

أيا دار قومٍ تهاووا رذاذا

بطيب السجايا، وخفض الجناح.

باحثات وطن الرُواء الذي ختَم عريضَة البقاءِ بإمضاء يُحاكي شكلَ الوُعودِ حين تنوِي أن تُوفَّى.

فعلى أعقابِ فكرة تُولدُ الأخرى، وتتكاثر، ثم تُشيَّد، بدءاً بالوعود، وعُروجاً بالاستمرار، وانتهاءً بالصمُود في نقطة الثبات.

منابر الفكر قد لاحت طلائعها

كأنها صبحنا كالفجرِ ينتشر

سنة مرت ونثرت فوق صفحاتنا حنين الاشتياق، وسنة قادمة زرعت في أرواحنا الانتظار، حتى بدأ الهتن يتغلغل إلى مجموعة إصدارات، فيها فاضَ الماء، وعمَّ الشُكر، وتقافزَت أسماءٌ كُنّا ندَّخرها لمسيرة أعوم، فاكتملت لتروي حكايتها السنوية (وطن الرواء، وغيمة عاشرة) .

ومازالت باحثات كوكبةً نيِّرةً منَ المُفكِّرينَ المثقَّفينَ، تُبحرُ بنا في خِضَمِّ يمِّ الفِكر، تمخرُ عُبابهُ بسفائنِ المنهجِ القَويمِ؛ لِترسو بعدها في جُزر الاستِنتاجِ السَّليم، بمواضيعِ بنَّاءة، وآراء ترتقي بالعَقلِ إلى سمواتِ الحِوارِ النَّزيه.

عشر سنوات من الإنجازات الرائدة، كان لزامًا علينا أن نسقيها جزاء تميزها، ببعض الاحتفاء على جميل الغرس.

على أديم التبريكات نصافح باحثات بصدق الدعوات، وأن يغدو عمرها مئةً، وألفا، مكللةً بالتميزِ، والعطاء، والبقاء، والتطور.