يحدث أحيانًا أن نطرح وجهة نظر متفردة أو نعبر عن مشاعر عميقة مختلطة فنجد رغم صعوبة التعبير أن فهم المستمع قد التقط الرسالة "وهي طايرة!"

في الحوارات التي تكفيها نصف الجُمَل لإيصال المعاني المقصودة غير مشوهة تكون اللغة مساعدًا أكثر من كونها وسيطًا أساسيًا لنقل المعنى، ولذا فإن حال اختلاف اللغة بين طرفي الحوار لا يشكِّل عائقًا كبيرًا أمام فعالية التواصل.

في المقابل، في الحوارات "العقيمة" التي تتشتت فيها اتجاهات الجُمَل بين أطراف الحوار مع كون كلٍّ منها مكتملة البناء والمعنى، نجد أن اللغة قد لا تؤدي دورها المتوقع في إيصال المقصود، لأن هوة الدلالات والمنطق بين الأطراف في هذه الحالة أكبر من أن تستدركه اللغة وإن كانت مشتركة.

الدور الحقيقي الذي تقدمه اللغة في الحوار يكمن في تجسير الفجوات الصغيرة عوضًا عن خلق بناء جديد مكان الهوة الكبيرة.. ولهذا أقول: مغتربو الفكر أشد اغترابًا من مغتربي اللغة.