لا أُبالغ في اعتقادي أن الحياةَ بمفهومِها الشمولي هي أمثلُ تراجم الحب. على الصعيد المعنوي، الحب هو نواة الحياة ..

الإيمانُ بالله تعالى الذي برأ هذه الحياة وما عليها لا يكون إلا بالاعتقاد الصادق -الطوعيّ طبعًا، وكنتاج لهذا الاعتقاد الطوعي يأتي الحب كأحد ثنائية الإيمان؛ الحب والتعظيم. وفي المجال العملي لهذه العقيدة تقفُ النيّةُ أولَ كلِّ امتثالٍ لأمرٍ أو نهي، فلا يجب أن يتدخل أي عامل لتحفيز ذلك الامتثال، ليكون الحافز الوحيد هو الرغبة فيه حبًا لله وتعظيمًا! ويقول الله سبحانه في شأن الكافرين:"ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم"* كأعظم دليل على أولوية محبة العمل، أو بالأحرى محبة الامتثال بالعمل حُبًا في الآمِر.

الحياةُ دون حب أشبه بمضمار سعي قسري! في يومياتنا نشاهد عددًا لا حصر له من المواقف التي نتذوق فيها لذة الشعور بالحب.. نتصور خلالها مرارة القسر والكسر التي كنا لنتجرعها لو لم يكن في الحياة شعورٌ يسمى الحب، ولو لم نتلمَّس ذلك الشعور في دواخلنا.. ولكَ -قارئي- أن تستعيد القدرالذي ترغبه من تلك المشاهدات في حياتك..

أخيرًا، إن كان الحُبّ شرابًا فلا يضيرُني الإغراق.

    اللهم إنّا نسألُك حبَّك، وحبَّ من يحبُّك، وحُبَّ كلِّ عملٍ يقرّبُنا إلى حُبّك.

...

*سورة محمد ٩