سكاري متعجرفون " .. هكذا وباختصار وصف " الزعيم " التركي رجب طيب أردوغان ممثلي المسرح في بلاده .
تركيا التي تشهد " ازدهارا " في صناعة وتعبئة الدراما السياحية التي تتناول حكايات العشق الحرام ، والحب اليائس والميلودراما الأبدية ساخطة علي المسرح ، ويندهش زعيمها من عجرفة ممثليه الذين " يعضون اليد التي تطعمهم " علي حد تعبيره ، ليس المسرحيون فقط من هاجمهم أردوغان ، المثقفين إجمالا لاحقتهم كلماته الساخطة ، واتهمهم بـ" الغطرسة الاستبداية " متسائلا في غضب " "بالله عليكم مَنْ تكونون؟ من أين تستمدون السلطة للتعبير عن رأيكم في كل قضية وتجادلون بأنكم تعرفون كل شيء؟ هل المسارح حكر عليكم في هذا البلد؟ هل الفنون حكر عليكم؟ إن هذه الأيام ولّت".
أردوغان الذي جرب حظه مع التمثيل وهو طالب في المدرسة شديد السخط لأن الفرق المسرحية تتلقي دعما من الدولة ثم ــ وياللخسة ــ تنتقدها ، وتختلف معها في الآراء والتوجهات.
الحكاية ــ ذات الدلالات ــ بدات قبل أقل من عام ، الفتاة التركية المنفتحة علي الثقافات الغربية ، سومية أردوغان تهوي المسرح ، وترتاده بانتظام منذ كانت تدرس في أوروبا ، ــ لأن جامعات تركيا لا تسمح لطالباتها بارتداء الحجاب ــ ، وقبل أقل من عام كانت تشاهد عرضا بعنوان " العثماني الفتي " الذي يتضمن اسقاطات سياسية، وفي أحد مشاهده يفترض أن "العسكر الأفظاظ" يزمجرون في وجه المشاهدين .
حسب رواية الممثل "لوكغا تونجر " فإنه لم يكن يعرف الفتاة ، وأنه زمجر في وجهها فقط لأنها كانت تجلس في الصف الأول وهي تمضغ " لبانة "، لم يشفع له كلامه وتم " تجميده ". حسب رواية سومية فإن "تونجر " أهانها ، لأنها محجبة ، وقلد طريقتها في مضغ "اللبانة " بصورة جارحة .
رغم أن " سومية " أعلنت تسامحها في " أزمة اللبانة " وكتبت في صفحتها علي " فيس بوك " أنها ستظل ترتاد المسارح ، رغم المها من " تقزيم " المسرحية لعائلتها ، والإهانة التي لحقت بها ورفض الممثل الاعتذار عنها.
"أزمة اللبانة " تطورت لاحقا وعلي مدار ما يقارب العام ، أردوغان عين موظفا حكوميا مهمته " مراقبة " المسرحيات التي تنتجها الدولة ، الرقيب شاهد عرضا قبل أيام ووجده " فاحشا " ، ورد المسرحيون بالنزول إلي الشارع ، وقال مراقبون إن الأزمة تبدو وكأنها " مستلة من زمن السلاطين ".
أردوغان لا يكره المسرح لكنه يري ببساطة انه "إذا كان الدعم مطلوبا فنحن الحكومة نستطيع أن ندعم المسرحيات التي نريدها".
علي رزق