من يكترث بالأموال الليبية المجمدة في الخارج؟
ليبيا كانت واحدة من أفقر الدول العربية في القارة الأفريقية، وبعد حلول الوقت ومن بعد الاستعمار الايطالي والتي إحراز ليبيا فيها استقلاها من الأمم المتحدة، تحصلت ليبيا على ثروات الذهب الأسود في ظل الحكومة الاتحادية، المملكة الليبية المتحدة.
وفي يوم الأولى من سيتمر من عام الانقلاب 1969 بقيادة العقيد معمر القذافي استولى على الثروة الليبية النفطية المؤممة، الخاضعة لملكية الدولة الليبية على مدار أكثر من أربعون سنة.
روج القذافي بالديمقراطية المباشرة وسلطة الشعب واستخدم موارد النفطية الليبية على برامج الإرهاب ومساندة القوى التحررية المعادية للغرب لتصبح ليبيا "الدولة المساندة لإرهاب".
ليبيا تمتعت في فترة الطفرة النفطية في ظل الملكة الليبية ومرروا الى الجمهورية العربية الليبية بالرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني، وبحرية القروض بدون فوائد.
اليوم أصبح قطاع الرعاية الصحيحة على شفا الانهيار الكامل مع فرار الآلاف من العاملين في مجال الصحة من
ليبيا وتوجه المواطنين الليبيين الى الخارج لطلب العلاج الصحي.
كان للمرأة الليبية حق التعليم، والاحتفاظ بالوظائف، وحق الطلاق وحيازة الممتلكات، والحصول على دخل مماثل للرجل الليبي مع قانون عام 1970 كان الذي كان بمثابة اجر المتساوي وترقية المرأة الليبية مع ضمان الحقوق المرأة الليبية، وأما المتشددين إسلاميا يرون أن المساواة بين الجنسين تشوه غربي.
ثروة نفطية استكشفت على الحدود بين طرابلس وبرقة من السواحل الليبية وفي المناطق الجنوبية والشرقية من ليبيا بنجاح من قبل الشركات الأجنبية من عملية تنقيب على المخزون الهائل من النفط والغاز.
لقد تحولت ليبيا من دولة فقيرة الى اغني دولة افريقية، ليصبح نصيب الناتج الإجمالي الأعلى للفرد ومتوسط العمر في القارة الأفريقية والقليل من تعداد السكان يعيشون تحت خط الفقر.
اليوم أصبحت ليبيا دولة فاشلة اقتصادها وسياسيا واجتماعيا من حالة الفوضى التي تمر بها الدولة الليبية مع انزلاق في متاهات الانقسامات الحكومات في ليبيا، وأصبحت أيدي الميليشيا تعمل على توقيف إنتاج النفط والغاز الليبي.
مليشيات متعددة ومختلفة منها محلية وقبلية وإقليمية وإسلامية أو حتى مليشيا إجرامية ، التي ابتليت بها ليبيا بعد ثورة السابع عشر من فبراير فكثر فيها الفاسد والدمار، اصطف في الآونة الأخيرة الى فصيلتين متحاربتين لدى ليبيا حكومات مفصلة عن بعضها البعض كلاهما برئيس الوزراء والبرلمان والجيش الوطني الليبي.
آما في غرب البلاد تولت الميليشيات المتحالفة مع الإسلاميين السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس ومدن أخرى وأقامت حكومتهم الخاصة بهم، وآما من الجهة الشرق لم تعد حكومة شرعية التي يهيمن عليها السياسيون المناهضون للإسلاميين في حكومة الغرب.
سقوط النظام السابق أدى الى سؤ إدارة الدولة الليبية والى وضع أسوأ السيناريوهات التي تتوقها ليبيا، بسبب مغادرة جميع السفارات الغربية، لصبح جنوب البلاد ملاذا للإرهابيين والساحل الشمالي مركزا لتهريب المهاجرين.
صورة ليبيا من السيناريوهات المتشائمة وعدم قدرة الحكومات الليبية من وضع حد على عمليات الاغتصاب والاغتيالات والتعذيب الواسعة التي تكمل الصورة الغامضة على فشل الدولة الليبية.
اكتراث أموال ليبيا المجمدة كانت على هيئة مصادرة الرئيس الأسبق بارك أوباما 30 مليار دولار من البنك المركزي الليبي، الذي خصصه العقيد معمر القذافي لإنشاء صندوق النقد الدولي الأفريقي والبنك المركزي الأفريقي.
ولكن كان هدف الغرب الواضح عدم مساعدة الشعب الليبي، الذي كان يتمتع بأعلى مستوى من الأمن والأمان والمعيشة حتى تصبح ليبيا في فوضى عارمة وفي اشد الحاجة الى المساعدات لتسيطر على موارد ليبيا الطبيعة بعد الفوضى الخلقة من بداية الربيع العربي التي شملت الدولة الليبية.
لم تستخدم الثروة الليبية بعد الإطاحة بالنظام الملكة الليبية من قبل نظام القذافي السابق داخل اقتصاديات الدولة الليبية بل وزعت على شكل محافظ استثمارية في افريقيا وأوروبا وأمريكيا.
وعلى الرغم من تجميد جميع الأموال الليبية بموجب قرار أممي نجد أنها لازالت الفوائد من هذه الاستثمارات المالية تخرج الى حسابات أخرى لتستفيد منها أطراف لها علاقة بالاستثمارات الليبية الخارجية للمؤسسة الليبية للاستثمارات.
لقد أكدت المصادر المعلومات بأن المصارف البلجيكية تحتفظ بحسابات العقيد معمر القذافي المقدرة بحوالي 16 مليار يورو، حيث تزيد الفوائد بانتظام على الأموال الليبية المجمدة في الخارج التابعة للمؤسسة الليبية للاستثمار وهي بمثابة الصندوق الثروة السيادية في ليبيا.
ليبيا اليوم تقع على التقاطع الاستراتيجي للعالم الأفريقي والشرق الأوسطي والأوروبي، والسيطرة على مقدرتها الطبيعية ربما كان العامل المهم في عدم تمكينها من إحراز عامل الاستقرار والدفع بالقوى الإرهابية على أن تتجه نحو الليبي لتشكل كامل الفوضى داخل أرضيها.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس