فاطمة أم أبيها .. بولادتها نورت الأرض
فلاح الخالدي
فاطمة الزهراء تلك المرأة المثابرة الناصحة المعلمة القدوة في عصرها ولكل العصور , وكما أن الرسالة الإسلامية تجلت بالرجال ومنهم أبيها العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) , أيضاً تجلت في النساء وهي فاطمة حيث كانت المثال والصورة الواضحة التي أعدمت الجاهلية والتبرج للمرأة في زمانها , حيث كانت المثل الأعلى لنساء زمانها ولهذا الزمان حتى يوم القيامة , لما لها من فضل وجاه وقيادة حكيمة شجاعة لم تنجسها الجاهلية بأنجاسها , ولم تغرها الدنيا بملذاتها. .
ففي هذه الأيام تمر علينا ذكرى ولادتها الميمونة المباركة في يوم (20 شهر جمادي الآخرة) حيث نرى محبيها وأشياعها يستقبلون تلك الولادة بالأفراح والمهرجانات وتوزيع الحلوى , تيمناً وفرحةً بولاتها , وهذا من المحاسن عند الشيعة الإمامية .
ولكن بدورنا نلفت النظر ولو قليل , فندعوا في ولادتها إلى دراسة شخصية الزهراء ومواقفها وماذا تريد منا لنكون مسلمين حقيقيين , لأنها (عليها السلام) لم تخرج أو تتحرك عبثاً أو لوقتها وزمانها بل هي خرجت وتكلمت وأعدت الدروس وقادت الرجال بعد وفاة أبيها , مطالبة ومدافعة بحق إمامها صاحب الحق الشرعي والقيادة العليا , ولم تجامل أو ترضخ للظروف , أرادت أن توصل رسالة للأمة أن ابحثوا عن أهل الحق الذين يقودونكم نحو الصلاح ويمنعونكم أن تسيروا في مزالق الشيطان وأئمة الضلال والفساد , فلندقق في استشهادها ولماذا لم يعرف لها قبر إلى هذه اللحظة , وهل هي راضية اليوم علينا ؟؟ أم أنها ساخطة لما تراه من ضياع دين أبيها , هل دققنا لماذا يدلنا على قبرها الإمام المهدي عند خروجه , هل بمعنى أن فاطمة رضت عن شيعتها لأنهم سلموا الحق إلى أهله وتحرروا من عبادة الأشخاص وهل وهل ..... تعتبر السيدة الزهراء (عليها السلام) المرأة المثالية في الإسلام، والقدوة الصالحة لكل امرأة تبحث عن السعادة في الحياة، فهي سيدة نساءالعالمين وربيبة الوحي والتنزيل، وخريجة مدرسة النبوة والرسالة،وهي التي بلغت القمة الشاهقة في العظمة والمنزلة حتى قال عنها أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إن الله يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها)).
وأخيراً علينا اخوتي التحقق هل نحن الآن على صواب من الاتباع أم إننا تائهين في طريقنا سالكين مسالك الشيطان وجنده ؟, وعلى المرأة الاقتداء بها والسير بسيرتها ولا تنجر خلف الدعوات العصرية اليوم بحجة التحرر حيث جعلوا من النساء تجارة رابحة لهم ومصالحهم ومنتجاتهم وإعلاناتهم.