لُمْتُ عَلى مثقفينا تبني خطاب السلبية و زرع الإحباط الذي غرس فينا استسلاماً عملياً و انهزاماً فكرياً و ما ضرنا لو أننا تبنينا خطاباً متفائلاً يحمل في طياتها رسالة أمل و يزرع بذرة إيجابية في قلوب الشباب علّهم يشمروا عن سواعدهم و تدفعهم الغيرة من أقرانهم في الأمم المتقدمة و يصيبهم فيروس الحسد لمن سبقهم من رواد هذه الأمة الذين دونوا أسمائهم في التاريخ بماء من ذهب.
لقد عشت سنوات تحت ضل حضارة أمريكية بنيت عَلى عقلية التحفيز و خطاب النهوض و المضي قدماً ولدت تفاؤلاً مجتمعياً و شربت منها و رأيت بأم عيني كيف صارت جزءاً من شخصية الأمة حيث تبنت شعار " نعم نستطيع!" و عقيدة الشعب صارت أن "أحسن طريق للتنبؤ بالمستقبل هو صناعته". و لا أخفي أنها صارت جزءاً من شخصيتي أنا كذلك و مازلت أقاوم تياراً عارماً من الخطاب السلبي لدى أبناء قومي و يوميات من جرعات الإحباط المتوفرة بكثرة في ربوع البلاد و قد صارت فناً يجيده الصغير و الكبير و المثقف كمن قلّ زاده من العلم.
أين نحن من قدوتنا العليا فلقد كان محمد صلى الله عليه و سلم و هو في قلة مستضعفة وقد تكالبت عليه قوى الشر يبشر أصحابه بملك كسرى و الروم!