هو واحد من أعظم حراس المرمى في تاريخ المانيا ؛ كان وجهاً مألوفاً في حقبة الثمانينات مع ناديه كولن ومع منتخب المانيا الغربية آنذاك ؛ هو بطل أوروبا عام ١٩٨٠ ووصيف المونديال عامي ١٩٨٢ و ١٩٨٦ ؛ إنه هارالد شوماخر أو توني شوماخر كما يطلق عليه ؛ حارس مرمى قدير خَلَف الأسطورة سيب ماير ؛ واستطاع أن يكون سدّاً منيعاً للدفاعات الألمانية ؛ قرابة عقد من الزمان ؛ كان فارع الطول ذو بنيةٍ جسمانية قوية ؛ حاد النظرات يتمتّع بشخصية قياديةٍ قوية ؛ تميّز بصدّه لركلات الجزاء ؛ حقّق إنجازات وأرقاماً كبيرة طيلة مسيرته ؛ لكن حادثته الشهيرة في مونديال ٨٢ حينما اعتدى على اللاعب الفرنسي باتيستون وتسبب في إصابته إصابةً بليغة دون أن يطرده الحكم ؛ أثرت على صورته لدى الجماهير لتكون واحدةً من أسوء الحوادث في تاريخ كأس العالم ؛حيث صوّرته الصحافة بالسفّاح ؛ ولم يكن هذا هو الجدل الوحيد الذي رافق شوماخر ؛ ففضيحة خيخون وتآمر المانيا الغربية مع النمسا للصعود معاً وإخراج منتخب الجزائر ؛ بقيت حاضرة في الأذهان ؛ لكنه مؤخراً وبعد اعتزاله بسنواتٍ طويلة اعتذر علناً للجزائر عن التواطئ مع النمسا في شجاعة واضحة...
واستمر الجدل يرافقه ففي عام ١٩٨٧ أصدر كتاباً بعنوان صافرة النهاية اتهم فيه اللاعبين الألمان بتعاطي المنشطات وتناول خصوصيات اللاعبين لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير ؛ حيث طرد من المنتخب ومن نادي كولن ؛ ولم تكن تجربته ناجحة مع شالكه حيث هبط إلى الدرجة الثانية ؛ فذهب الى تركيا وتحديداً فنربغشة وحقق معه لقب الدوري في موسمه الأول وكان قائداً للفريق ؛ وعاد مطلع التسعينات الى المانيا الى أن انتهت مسيرته...
كان الممكن لهذا الحارس أن يستمر مع أضواء الشهرة لكنه كان صاحب مبدأ قد نتفق معه أو نختلف لكنه بالتأكيد واحد من أهم الحراس في القرن الماضي ؛ وسيبقى أسطورةً من أساطير حراسة المرمى عبر التاريخ...