اسمي نواف ابلغ من العمر الخامسة والعشرون عامًا ،ولدت في عائلة محافظة جدًا، ونشأت في بيئة نقيّة لا تشوبها شائبة ، وكان لديّ أصدقاء من أقاربي ، ولم أحضى بأصدقاء غير اطفال الأقارب فلم أكن ألعب مع اولاد الجيران الا الذين هم من اقاربي فقط ، وحينما دخلت المدرسة كان معيّ ابن عمي و ابن أختي ، فلم اكن بحاجة إلى التعرف على اصدقاء فكانوا هم أصدقائي ، واخواني الذين لم تلدهم والدتي ، بعد ان تخرجت من المدرسة الإبتدائية ، انتقلت اختي لمحافظة أخرى بسبب عمل زوجها ، وذهب عمي إلى العاصمة ، بناءً على امر من جدتي ،
وبقيّت انا وحديّ ،وبدأت أشعر بالملل ،وشعرت حينها قيّمة الاصدقاء ، وادركت حاجتي على التعرف على اصدقاء بعد ان رحل ابن اختي وابن عمي ، وها قد بدأت الدراسة وانا الآن في الصف الأول الأعدادي ،
وقررت من أول يوم أن أتعرف على اصدقاء صدوقين ءآنسُ بوجودي معاهم، ونكون سندًا عونًا لبعضنا البعض ، تعرفت على مجموعة من الإخوة وعددهم خمس ، اصبحوا أصدقائي منذ اول اسبوع و مرتّ الأيام وتوالت السنين ودامتّ صداقتنا مُدة ثلاث سنين وها نحن الآن أمام أخر اختبار لنا في المرحلة الإعدادية ، وسننتقل بعدها بكل فخر إلى المرحلة الثانوية ، بدأت أُلاحظ تغيرهم، و عدم رغبتهم في وجودي معاهم في في مُعظم الأوقات ،
بعد الإنتهاء من الإختبار ، ذهبوا وبقيّت وحدي كأغلب الأيام ، قررت حينها أن أتبعهم لأعرف ماذا يفعلون ؟
ولماذا لا يُريدونني بينهم ، وكنت مترددًا خوفًا من اكتشاف امرٍ ما ، وقلقًا من التطفل عليهم فينزعجوا ويقطعون صلتّهم بي ، ولكن اتخذتّ قراري و ذهبت خلفهم ، وفي طريقي إلى الإستراحة مرتّ من جانبي ثلاث سيارات لم أراها طوال ثلاث سنوات الماضيّة ولا اذكر ان احد اصدقائي استبدل سيارته او اشترى غيرها ، والمعروف ان والد فهد لا يرغب بأن يدخل أي شخص غريب إلى استراحته ؟
نفضت رأسي احاول طرد الأفكار التي تشتتني من رأسي والتركيز على ما جئت من اجله.
حينما دخلت الإستراحة تسللت إلى أنفي روائح كريهه ، واستمريت في الدخول حتى اقتربت من عتبّة باب المجلس بدأت استمع لصوت الموسيقى الصاخب، ودخلت إلى المجلس وكأنه لم يكن ذلك المجلس الذي كُنا نجتمع فيه ، ووجدت أصدقائي وقد غابوا عن وعيّهم ، أحدهم يُدخن والأخر يشيش ، والآخر قد فقد وعيّه من تأثير الحشيش ،
دخلت داخل وأغلقت مسجل الأغاني وبدأت اسحب منهم واحدًا تلو الأخر سجائر الحشيش والشيشة ورميتها في القمامة ، فوقف احدهم وصفعني ، وقام الأخر وضربني ، وقام الأخر يسبني ويشتمني ، واخبرني فهد بكل شيء واقسم عليّ بأن لا أخبر أحدًا ،
فيما عرض عليّ ان اجرب السجائر ، فلربما لذتها تسوغ لهم ما كانوا يفعلون رفضت تجربتها رفضًا باتًا، وقلت له : لا احد يرجوا منها اي فائدة ، فلم أجربها وان اعلم بأنها إن لم تنفعني ستضرني .
قال فهد : ان لم تجربها حتى تحكم عليها ، جربها وستنفي كل ما يُقال عنها، وستستمع بوقتك أكثر ، وتتنفس بعمق أكثر من ذي قبل .
رفضت ، واصرا فهد عليّ ان اتناول واحدة فقط ، وبعدها سأحكم!
وحلفني أحمد بتجربتها فإن لم تعجبني فلن يصروا بعدها .
قبلت التجربة وليتني لم أقبل ، قبلت لأنني خِفت يتركوني واعود وحيدًا كما كُنت بعد رحيل ابن اختي وابن عمي ..
مع أول سيجارة لي لم اشعر بأيّ لذة شعرت بانني اختنق وان رئتي تكاد تنفجؤ من الهواء الملوث ، أخذت افكر كيف لأصدقاءِ أن يدخنوا هذا الشيء السخيف يوميًا وانا منذ الدقيقة الأولى كدت أموت، وبقيت حائرا وفي رأسي سؤال واحد ظل ينتظر الإجابة!
لماذا يُدمننون عليه!
حينما شعرت بالإختناق ورميت السيجارة ، فسخِرَ مني صديقي وقال : بأنني طفل، ونعتني بأنني ناقص الرجولة ، شعرت بالنقص مع سخريتهم مني. و بعدها اصريت على أن أتناول سيجارة اخرى لأبرهن لهم على رجولتي وقدرتي .
بعد تناول السيجارة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة : بدأت استكِن واشعر باللذة، شعرت بالرجولة وأنا انفخ وأُجوِف .. ياله من شعور ، لا أخفيكم أنني كنت أكره السجاير كثيرًا ولم افكر يومًا في تدخينها، ولكن كانوا زملائى يسخرون مني لانني لا ادخن، وكنت اشعر بنقص في رجولتي ومع التدخين ابدأ يُخيل إليّ كما يقولوا اصدقائي انني اشعر بالرجولة ..
بعد السيجارة السادسة: اصبحت مدمنًا على التدخين لا يمر عليّ يومًا دون ان ادخن، اصبحت انا من يشتري السجائر لاصدِقائي بعد ان كانوا هم من يشترونها - #ضيعتُ_نفسي_دون_وعيّ_مني
بعد السيجارة الثانية فوق المئة : شعرت بما انا فيه ،بعد انا داهمني المرض، ادركت ما أنا واقع فيه وعيت عظمة حماقتي.
- وأنا الآن اوجه نصيحة لكل من وقع فيما وقعت بِه واذكره بأنه
-ليست هنالك أيّ رجولة في تناول المخدرات ، بل هو زيفٌ وإحساسٌ زائل.
' اختر اصدقائك بدقة و عناية فهُم من يحددون مستقبلك دون شعور مِنك تجد نفسك تتبع سياساتهم وتتأقلم على عاداتهم وتفعل أفعالهم '
عّـزيـزه؛عبدالقادِر❈.
-ذاتُ العشرين وجهًا!.