المخلّص قد مات وليبيا تنادي!
عقب انهيار الدولة الليبية في الأعوام الماضية وفشل الساسة الليبية إدارة البلاد، لم يكون باستطاعة ليبيا أن تحتضن من يأتي بطبيعة الأمم قيادة الدولة الليبية تحو التقدم وخروج ليبيا من أزماتها السياسية والاقتصادية والسياسية.
ليبيا أصبحت في شيخوخة عاجزة عن التحرك بدون قائدا قادرا على قادتها نحو البناء والتقدم والعودة بها الى صفوف الدول العربية المستقرة نسبيا.
أعادة بناء ليبيا تتطلب شخصية قيادية كاريزمية لها أنواع مختلفة من حكمة جبارة ساحرة فاتنة مؤثرة في إعادة بناء الدولة الليبية الشيخوخة.
ليبيا تمر بمرحلة فوضوية، والفوضى التي تعيشها ليبيا ليس بسبب الاستعمار الأجنبي ولكن الفوضى نتيجة فقدان ليبيا القيادة الرشيدة التي من شأنها أن تحمي منجزات الشعب الليبي التي بناها وشيدها في الأعوام الماضية.
لا ننسى أن ليبيا شهدت عصرا يمكن أن نطلق عليه عصور بناء.. آما اليوم مرحلة الفوضى والإقصاء والتشريد والنزوح عن الديار.. آما المثل الأعلى والأكثر بروزا غياب القيادة الوطنية الراشدة لإنقاذ ليبيا من الهلاك ودمار ومن تدهور رهيب بعد الإطاحة بالنظام السابق.. ومن إعادة بناءها كما يحب أن تقوم الدول الحديثة.
ومع كل أزمة قد نجد لها حل ولكن نقول أن المخلّص قد مات ولان يأتي بعد موته إلا أن مشروعه قد وقف لمن يكون قائدا لدولة الليبية يعمل على استئناف العمل في مواجهة العواصف التي تحاول قطع طريق الاعتدال والوسطية في العمل.
لم يتمكن من هو في السلطة اليوم أن يجمع أقطابا وأحزابا وجماعات من استعادة فعالية مؤسسات الدولة الليبية وجمعها في بوتقة واحدة أو مضلة واحدة أو خيمة واحدة خلاف شيخوخة الدولة الليبية يتجرع فيها الشعب الليبي كل يوم أزمات خانقة في حياتهم اليومية.
ليبيا الآن تعيش عصرا مماثلا.. خبت آمل تحارب القوى الأجنبية الظاهرة والخفية، وفي نفس الوقت من الاستبداد والقهر والعدوان في ما كان مورث من العهود السابقة ومن الانهيار الكامل من الدولة الليبية التي يعيش على أرضها اليوم.
ونسأل من له القدرة على أن يكون قادر على المشاركة الفعالة في العطاء والإصلاح والتغير الى الأفضل تاركين عصور الجور والعدوان والقهر من العصور الماضية.
من يمكن في حكم ليبيا، يستطيع أن يحقق للشعب الليبي من ثار من اجل ليبيا في ثورة فبراير ليعم في الوطن فكر برامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما تابعه من تعويم .. يصل بليبيا الى حد الإغراق.
لا ننكر أن الشعب الليبي كان يريد مزيدا من عديدة يعوض بها سنوات الجفاف والعجاف السابعة من الثورة الليبية الشعبية، لتوفر له الثورة الليبية ما ثار من اجله.
لكن ثوار ليبيا ضحوا بالكثير من اجل ليبيا وسعادة الشعب الليبي، ولكن القليل من تضحيات
الساسة الليبية الذين لم يستطيعوا نشل الدولة الليبية من الشيخوخة المنهارة والعمل على بناء دولة حديثة في ضل تقلباتهم السياسية التي إلا تغني ولا تسمن جوع.
نحن نتكل اليوم على الفساد الذي نخر الساسة الليبية ومؤسسات الدولة الليبية فأصبح من الضرورة أن يتعجل الشعب الليبي إنقاذ الوطن قبل التهلكة الكاملة، على الأقل ينظر كيف يحد وخفف عنها.
لا وجود لدولة قائمة على ذاتها دون وجود شرطة وجيش وامن وآمان للمواطنة الليبية، وهذا يتطلب منا مقابل لذالك مقدار من المسؤولية والمؤتمن أن يخاطر ويخوض معركة في بعض الأحيان تكون إصلاحية بدون إزهاق الكثير من الدماء الزكية.
أن يصبر الشعب الليبي ويتحمل .. عاما واحدا أو عامين أو ثلاثة على الأقل ولكن أن يتحمل أكثر من سبعة أعوام على أحلام الساسة الليبية… هذا الانتظار قد يقود الى ثورة تصحيحية يغني قليلا على صبر الشعب الليبي حتى نعلم ما قد قدمت لنا ثورة فبراير من عطاء وانجازات…!
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس