مرّ قرابة عقدين من الزمان على فوز فرنسا بمونديال كأس العالم ١٩٩٨ على أرضها باكتساحها منتخب البرازيل بثلاثية نظيفة ؛ وهو اللقب الفرنسي المونديالي الوحيد؛ ونعود بالذاكرة إلى الشوط الأول الذي انتهى بتقدّم فرنسا بهدفين رأسيين للأسطورة زين الدين زيدان ؛ من ضربتين ركنيتين ؛ قضت على أحلام أبناء السامبا...
كان زيدان أفضل لاعب في العالم آنذاك ومرّ بظروفٍ عصيبة مع منتخب الديوك حيث غادر اللقاء الثاني مع المنتخب السعودي الشقيق بالبطاقة الحمراء وتم إيقافه مباراتين ؛ ليعود في الدور ربع النهائي والذي اجتازت فيه فرنسا عقبة الآزوري الإيطالي بركلات الترجيح ؛ قبل أن يقود ليليان تورام بدور البطل المنقذ ليقلب تقدم كرواتيا إلى فوزٍ ثمين أهّل فرنسا إلى المباراة النهائية ؛ وأسكت زيدان جميع المنتقدين ليقود منتخب بلاده إلى اللقب...
وفي عام ٢٠٠٦ وفي مونديال كأس العالم في المانيا ؛ قاد زيدان رفاقه للتأهل إلى النهائي رغم سوء الإدارة الفنية للمدرب ريمون دومينيك ؛ وهو ابن الرابعة والثلاثين من العمر ؛ في أداءٍ خرافي مبهر أطاح بأسبانيا والبرازيل والبرتغال ؛ و في المباراة النهائية كان زيدان على الموعد فسجل هدفاً من ركلة جزاء قبل أن يعادل ماتيراتزيللآزوري؛ وفي الوقت الإضافي أقدم زيدان على نطح ماتيراتزي برأسه في واحدةٍ من أشهر لقطات كأس العالم ؛ بعد استفزازٍ طويل ؛ ليغادر الملعب بالبطاقة الحمراء ولتخسر فرنسا بركلات الترجيح وتكتفي بالوصيف...
حمّل البعض تصرّف زيدان بالرعونة والتسرّع ؛ ولكنه وبعد قرابة عقدٍ من الزمان عاد ليصنع ربيعه الكروي التدريبي بتحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين و لقب الدوري الاسباني بعد غيابٍ دام خمسة مواسم ؛ ليخرس جميع الالسنة التي شكّكت بقدراته التدريبية ؛ وليقدم للساحة نجوماً شبّاناً سيكونون من خيرة لاعبي المستقبل؛ ليثبت زيدان أن رأسه العبقري شاهدٌ على انتصاراتٍ هائلة متجاوزاً نطحة ٢٠٠٦...