Image title

عكس أغلب مقيمي اللعبة ومحبي السلسلة فهذه هي تجربتي الأولى في هذه السلسلة وتجربتي الأولى لجهاز نينتيندو بعد كمبيوتر العائلة.

أود أن أبدأ بتعريف بسيط بالسلسلة لمن قد لم يسمع عنها حتى الآن (والذي أظن أنهم الأقلية). تبدأ اللعبة باستيقاظ لينك، بطل اللعبة والشخصية التي سنلعب بها في كهف غامض ليجد نفسه نائمًا لمئة عام وأن المملكة التي كان يحاول حمايتها -هايرول- قد تم السيطرة عليها من قبل غانن؛ الشرير في قصتنا هذه والعدو الأخير في اللعبة. ما على لينك أن يفعله الآن هو أن يحرر الحماة الأربعة الذي سيطر عليهم غانن وأن يهزمه ويحرر الأميرة -زيلدا- وسيعيش بعدها الجميع في سعادة وسلام. قصة BoTW باتفاق الجميع ليست أفضل ما قدمته اللعبة وأوافق الجميع بهذا الرأي إلى حد ما هنا.

سأقسم التقييم حسب أهم ما وجدته في اللعبة وسأتكلم في كل قسم عما أعجبني ومالم يعجبني في ذلك القسم، هيا لنبدأ:

الحرية: أنا لا أحب ألعاب العالم المفتوح إطلاقًا... حتى زيلدا.عندما بدأت فكرة العوالم الضخمة التي تستطيع فعل ما تريد فيها كانت الفكرة هي أنها شيء جديد لم يصنع مثله من قبل، إلى أن أصحبت كل الألعاب مفتوحة وأصحبت كلها نفس اللعبة تقريبًا مع بعض التغييرات هنا وهناك. مشكلة هذه الألعاب هو أثناء بث الحياة لهذه العوالم الضخمة كان لابد أن تقتل كل أنواع الحياة منها. The Witcher 3 على سبيل المثال تقدم خريطة ضخمة للغاية ولكن مكونة من آلاف الحقول الفارغة والمتطابقة تقريبًا، مئات الأشجار التي تم نسخها ولصقها في كل مكان. المساحات المفيدة الوحيدة في اللعبة هي المدن وبعض القرى والتي لا تكبر عن مثيلاتها من الألعاب الخطية وفي نفس الوقت لا تقدم الكثير من الحرية للّاعب إطلاقًا وليست The Witcher 3 من تعاني من هذه المشكلة وحسب بل أغلب ألعاب هذا النوع (GTA V, Fallout 4, Watch Dogs, Just Cause 3) وغيرها الكثير. زيلدا في المقابل حاولت كسر هذه القاعدة بصنع عالم مفتوح حقًا وإعطائك الحرية لفعل ما تريد به. كل شيء تراه يمكنك الوصول إليه وكل ما يثير إنتباهك تقريبًا سوف تكافؤ على استكشافه. مع أن عوالم زيلدا تشبه العوالم الأخرى من حيث الحجم إلا أنه لا يخلو من الحياة أبدًا. حتى لو كنت تمشي في وسط الصحراء فلابد أن تجد بعض الطيور أو الذئاب أو الثعالب تجري هنا وهناك او بعض الوحوش لتقاتلهم، أو بعض الكنوز المخبأة. حتى نفس المناطق تتغير من وقت لآخر ومن طقس لآخر. بعض الأعشاب لا تنمو إلا في المطر، بعض الحشرات لا تظهر إلا في الليل، بعض التجار لا يأتون إلا في وقت معين، وإذا لم تجد أيًا مما سبق فلا بد أن تجد معبدًا يمنحك orb تستطيع إستعماله لاحقًا لتزيد من قوتك.

المعابد: عند بدأك اللعبة فلا توجهك اللعبة إلا بهمتين: 1. استرجع الحماة الأربعة لصوابهم. 2. اهزم غانن وحرر هايرول. ستكتشف بسرعة أن تحقيق هذه المهمتين لن يمكن تحقيقه بسهولة باستخدام القلوب الثلاثة وعلجة الطاقة الوحيدة الممنوحة لك في بداية اللعبة، لذا تعلمك اللعبة أنه لا يجب عليك استكشاف هذه المعابد والحصول على ما تطلق عليه اللعبة Spirit Orb او ما يسمى بالعربية: ربع ريال حيث أنك تحتاج أربعة من هذه الـSpirit Orbs لكي تتمكن إما من إضافة قلب واحد أو ربع عجلة Stamina أو طاقة. مشاعري تجاه هذه المعابد متضاربة للأسف ومشكلتي معها هو الآتي: تفاوت مستوى المتعة والتحدي الشاسع يجعل تساوي جائزة إنهاء جميع المعابد متساويًا أمر غير عادل. تتدرج المعابد في الصعوبة من حل ألغاز متفاوتة أيضًا في الصعوبة إلى مجرد وجود الـSpirit Orb  أمامك إلى تكرار نفس فكرة أو نسخ نفس المعبد في أماكن متعددة بالإضافة إلى سلبك من الحرية التي بنت اللعبة عليها في كل هذه المعابد وحدك بحل واحد في أغلب المعابد مما يجعل حب هذا الجزء من اللعبة صعبًا قليلًا.


الأبراج: نظام إعطائك خريطة فارغة وطلب تعبئتها تدريجيًا عبر السيطرة على أبراج موزعة في أماكن مختلفة في الخريطة فكرة ليست جديدة على الإطلاق ولكن تطبيق BoTW لها قد يكون الأفضل حتى الآن. بدل تكرار نفس عملية الاستيلاء على البرج كل ومرة ومن ثم استفراغ عشرطعش أيقونة عليك بعدها تقوم BoTW بالعكس. الوصول لكل برج في هذه اللعبة هو تحد يجب تجاوزه حتى تستطيع فتح خريطة لا تحتوي سوى على جغرافيا المنطفة المحيطة بالبرج وعليك أنت أيها اللاعب بتعبئة هذه الخريطة أثناء استكشافك للمنطقة مما جعل تجربة اكتشاف العالم بالنسبة لي تحد جميل وجعلني أكتشف مناطق كان من المستحيل أن أفكر بالذهاب لها عادةً.


أنظمة بسيطة ومحكمة: ما يجعل عالم زيلدا حي هو أنظمة اللعبة الفيزيائية والمحكمة مع بساطتها في نفس الوقت. تمنحك اللعبة خمس قوى في ساعاتها الأولى تبقى معك حتى نهاية اللعبة: قنبلتان واحدة تتدرج والأخرى لا. مغناطيس تحرك به المعادن المحيطة بك. قوة توقف بها الزمن عن عنصر أو وحش أمامك، القدرة على صنع لوح من الجليد فوق أي سطح مائي وكاميرا تستيطع تصوير أي شيء بها وتتبع مكانه من خلالها. ماذا يمكنك فعله بهذه القوى الآن؟ دعنا نضرب مثال: لديك مجموعة من البكوبلنز الذين يرقصون بغباء لطيف حول النار. يوجد صندوق حديدي بجانب هؤالاء البلهاء. تأتي حضرتك الآن بذكاء وخفة وتحرك الصندوق باستخدام مغناطيسك اللطيف وتوقعه على رؤوسهم أثناء لحاقهم ساحقًا إياهم كالحشرات الصغيرة. مثال آخر: لديك نفس المجموعة البلهاء. هذه المرة تنتبه أن هناك مجموعة من البراميل المتفجرة في الجهة الأخرى. ما سنتقوم به الآن هو رفع الصندوق الحديدي إلى أعلى ارتفاع ومن ثم اسقاطه على الصناديق المتفجرة (أو إطلاق سهم ناري على المتفجرات ولكن أين المتعة في ذلك؟).

بالإضافة لقوااك الخمسة، فلديك قوس وسهم وسيف ودرع وكل الأسحلة والأسهم في اللعبة نتنتمي لعناصر مختلفة؛ خشب، معدن، نار، كهرباء جليد والأسحلة القديمة للتحديد. الآن منطقيًا، أي سلاح ناري يذيب الجليد، أي سلاح كهربائي يقوم بشل حركة الخصم لفترة معينة وأي سلاح معدني يكسر أي شيء خشبي والأسلحة الخشبية لا تستطيع القيام بهذا. يمكن اشعال الأسلحة الخشبية بالنار واستخدامها في أمور مختلفة عكس المعدنية. الأسلحة الجليدية تبقي درجة حرارة جسمك باردة في المناطق الحارة والعكس صحيح بالنسبة للأسحلة النارية في الأماكن الباردة... وأظن أنك قد فهمت الموضوع. أي سلاح سيقوم بما تتوقع منه أن يقوم به إن كان موجودًا في الواقع ويجعل هذا الأمر من حب التجربة دافعًا لك للحصول على سلاح معين أو القيام بأمر معين وقد أعجبني جدًا في اللعبة.


نظام قتال بسيط ومحكم: تنقسم الأسلحة في اللعبة إلى أربعة انواع: سيوف صغيرة تحمل بيد واحد مع درع، سيوف عريضة تحمل باليدين بدون درع، رماح تحمل بيدين بدون درع وبومرنغ يحمل مع درع وقوس وسهم. عند القتال لديك ثلاثة أزرار (أربعة في حالة القوس والسهم): زر للضرب، زر للصد، زر لتجنب الضربات وزر لسحب السهم قبل إطلاقه. ومع بساطة نظام القتال هذا إلا أنه وبحسب العدو تتحول اللعبة للعبة قتال فيها تحدٍ جميل بل وصعبٌ في بعض الأحيان. تذكر أنه ما زال يمكنك استعمال قواك الخمس (الأربع باستثناء الكاميرا الغير مفيدة في المعركة) أثناء القتال. إذا واجهت سحالٍ تسبح مثلًا: يمكنك أن تقاتلهم باستخدام القوس والسهم أو باستخدام Crynosis التي تمكنك من صنع ألواح جليدية تمكنك من إستدراجهم خارج الماء أو الهروب منهم دون قتال. إن قاتلت اللاينل فيمكنك (أو يجب عليك في حالة اللاينل) استخدام القوس والسهم لضربه عن بعد ثم تجنب ضربته في اللحظة المناسبة أو صدها ثم تجميد الزمن عنه وضربه بالسيف أو السهم عدة مرات قبل أن تنتهي المهارة وتكرار العملية السابقة أو تركيبها بترتيب مختلف مع باقي المهارت. نظام القتال في زيلدا من أمتع الأنظمة التي جربتها في عالم الألعاب وإحكامه لا يترك لك عذرًا إن مت في أي قتال.


الحماة الأربعة/القصة: حتى تكمل القصة تطلب منك اللعبة إعادة الحماة الأربعة الأسطوريين لرشدهم ولن تمكث كثيرًا حتى تكتشف أن هؤلاء الحماة الأربعة ليسوا إلا مجرد الـDungeons الحقيقية في هذه اللعبة. مع أن قتال الزعماء في آخر كل Dungeon ممتع إلا أن حل ألغاء كل واحد منهم يتخلله نفس مشكلة معابد زيلدا: تسلبك اللعبة من حريتك التي تحفزك علىها في كل مكان ما عدا هذه الأماكن وتجربك على اتباع خط مستقيم واحد مع عدم كون هذه الألغاز بتلك الصعبة أو الإبداعية. لو أمكن لنينتيندو خلق عالم بديع مثل عالم هذه اللعبة فكانوا وبكل تأكيد صنع Dungeons مميزة وتستفيد من الأفكار المستخدمة في كل مكان آخر في اللعبة. كل شيء متعلق بالقصة تقريبًا لا يتعدى المتعة البسيطة بل وبعضها ممل للغاية. أعجبتني حركة البحث عن الذكريات المنسية ولكن لم تستخدم القصة عالم اللعبة أكثر من هذا مما أحبطني قليلًا.


بعض النقاط الإضافية البسيطة: أفهم أنه عند بناء عالم ضخم يجدر بك أن تحد اللاعب قليلًا حتى تبقي حس التقدم لديه لأكبر فترة ممكنة وهذا سبب وجود الـStamina في هذه اللعبة ولكن ما فائدة المطر الغبي الذي لا يقدم شيئًا سوا إعاقة الهدف الأساسي من اللعبة وهو الاستكشاف! أفهم وجود البرق وكيف أنه علي نزع أي معادن أرتديها وكيف أن ذلك يخلق تحديات ومواقف لطيفة وغير لطيفة أحيانًا ولكن لا يوجد أي هدف من وجود المطر وكنت ولا زلت أتمنى إزالته نهائيًا من اللعبة.

العدد المهول لبذور الكوروك جميل ويعطي إضافة بسيطة جميلة للعبة لولا امتلاكي للقدرة الخارقة على تجاهل جميعها حتى بعد إكمال أكتر 60 معبد وفتح كامل الخريطة وإنهاء اللعبة (جمعت حوالي 15 بذرة كوروك حتى الآن).

يجدر الذكر بأنني أجد هذه اللعبة من أجمل ما لعبت في حياتي على الإطلاق ولم أواجه أي مشاكل في أدائها ولكن لأنني لست بخبير تقني ولا فني فلا يمكنني إخبارك ما يجعلها بهذا الجمال وهل هذا الجمال مبهر تقنيًا ام لا لذلك لم أذكر أي تفاصيل تقنية أو فنية على الإطلاق.

وهذا ما لدي عن زيلدا، وشكرًا جزيلًا لك عزيزي القارئ لوصلك لهذه النقطة من التدوينة وأتمنى لك يومًا سعيدًا.