وأخيرا جاء الرد الذي انتظرناه طويلا,فكثيرا ما كان الاعلام الاخر يلوك تلك العبارة في محاولة منه لبث روح اليأس والقنوط,متناسين عن قصد ان سوريا تحارب في كل الجبهات,وقد جلبوا اليها ادنى اصناف البشر من كافة انحاء المعمورة,امدوهم بالمال والسلاح ,فعاثوا في البلاد فسادا وتقتيلا وتشريدا وتحطيم كل ما يقع بين ايديهم وتخريب كل ما تطاوله اسلحتهم الفتاكة المحرمة دوليا.
يدرك كيان العدو كما الآخرون,ان لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا,فرغم اختلائهم بمصر وتوقيع اتفاقية الذل والمهانة "اسطبل داود مع وجود "الرئيس المؤمن" على سدة الحكم والانبطاح المنقطع النظير من بعض حكامنا الميامين,لم ينعم كيان العدو بالأمن والاستقرار, فسوريا وان لم تنطلق منها رصاصة واحدة باتجاه الاراضي المغتصبة إلا انها كانت تحتضن رموز النضال الفلسطيني ومئات ألاف الذين اجبروا على ترك منازلهم,والكيان يدرك جيدا ان هؤلاء النازحون يتحينون الفرص للزحف نحو ديارهم مهما طال الانتظار,فأجراس العودة تقرع في عقل كل فلسطيني.
توازن الرعب احدثه حزب الله القليل العدد والعدة ,فلم يعد الكيان قادرا على مهاجمة لبنان وان فعل فانه لا يستطيع المكوث به,يكفي انه فرا مذعورا تاركا خلفه بضع آلياته وعملائه المحليين ,الذين اصبحوا مشردين مهانين يتمنون الرجوع الى احضان الوطن الذي باعوه بابخس الاثمان.
ليست كل مرة تسلم الجرة,فالحديث عن تتبع طائرة "الدرون" الايرانية لم يمر دون عقاب,سوريا لم تعد وحدها في الميدان,لقد انكشف المستور,المراد هو تحطيم سوريا وما تمثل من مركز عروبي متطور فكريا وتقنيا ومتجانس اجتماعيا,فكل الديانات تمارس بها بكل حرية,ومن ثم الهيمنة على الدول المجاورة لأجل ان يبقى كيان العدو وليد الصهيونية العالمية وأداتها في تمزيق الامة العربية والإسلامية.
استشعرت الشعوب الحية بالمنطقة الخطر المحدق به والتي تمثل (ايران,العراق الجريح, سوريا المكلومة,لبنان المقاوم),فارتأت المبادرة بصد العدوان والتكتل في حلف استراتيجي يضع حدا لجرائم القتل والتشريد والتدمير المستمرة على مدى ستة اعوام, فحققت نجاحات باهرة بتحرير العديد من المناطق التي كانت مرتعا للتنظيمات الارهابية,نتمنى على اخوتنا الاكراد في سوريا بان ينحازوا الى الوطن وألا يقعوا فريسة في مخالب الامريكان وبني عثمان فهؤلاء لا يريدون الخير لشعوب المنطقة,بل لان تكون ساحة صراع ابدية.
يكفي المحور المقاوم شرفا وعزة,الذي قدم الشهداء تترا على مذبح الحرية وانفق المليارات من امواله في سبيل درا العدوان وكبح جماحه,ان صفارات الانذار تدوي في مدن الجليل المحتل وغيرها من المناطق, وأجبرت المستوطنين على النزوح او الاختباء في الملاجئ ولكن الى متى؟ وارتباك ادارة العدو,فأعادت لنا مشاهد حرب تموز2006 .
مقارعة الاعداء ليست بالأمر الهيّن,ومشوار الالف ميل يبدأ بخطوة,لا ننتظر نصرا مؤزرا في القريب العاجل,ولكننا جد مؤمنين بان الاعداء سيعدون الى العشرة او اكثر قبل البدء في اية عملية طائشة,فتوازن الرعب يجعلهم ينكفئون على انفسهم,الايرانيون يتبعون سياسة النفس الطويل والطبخ على نار هادئة,هنيئا لهم بذكرى الثورة التي جعلت منهم قوة اقليمية رغم سنوات الحصار. وتعسا لحكامنا الذين اهدروا اموال شعوبهم في ما لا يعني واصبحنا مكسر عصا للغير ودولنا ساحة قتال,وقودها ابناءنا وأموالنا.