لطالما شعرت بحاجة ماسّة الى الكتابة و التدوين و دائما ما كنت اصطدم بسؤال لمن سأكتب ؟
كنت اعتقد أن الكتابة يجب أن تكون لجمهور و إلّا ستكون بلا قيمة أو بمعنى أصح مجهود ضائع ، هذه الأفكار هي من جعلتني اتردد في الكتابة في مدونتي التي انشأتها لهذا الغرض حتى نسيت عنوانها و رقمها السري قبل أن اكتب فيها حرف واحد .
امام رغبتي في الكتابة و خجلي من ان اكتب لجمهور ليس موجود وجدت نفسي الجأ الى الكتابة في دفاتري الخاصة ، اكتب عن كل المواضيع و أجرب كل أصناف الكتابة و أراجع و أنقح و أحياناً أمسح و أحيان أخرى أمزق ما كتبت و لكني لم أتجرأ أن أكتب لجمهور غير موجود !
ما زلت مؤمن حتى هذه اللحظة بأن الكتابة يجب ان تكون هادفة و يجب ان يكون هناك متلقي لها ، يجب ان تعرض نتاجك للاختبار و التقييم و يجب ان تبحث عن المتذوقين لما ستقدم و إن لم تجد فضع عملك على قارعة الطريق لعله يجد من يعطيه من وقته و يقف لتقييمه و إبداء رأيه فيه . و هذه الأخيرة هي ما كنت أخشاه و لكني حزمت أمري و قررت ...،
قررت أن أكتب لجمهور ليس موجود و لكنه حتما سيأتي يوما ما و إلى ذلك الحين أنا أمارس هوايتي في الكتابة و وصف ما يختلج في صدري و ما يدور في رأسي و ما أعتقد أنه صحيح .
قررت أن أكتب لنفسي و لكن هذه المرة على مرأى و مسمع من الناس (( على قارعة الطريق )) و لا أدري إن كنت سأستوقف أحدا ما ليرى ماذا يفعل هذا الشخص أو عن ماذا يتكلم أم لا ؟
قررت أن أكتب (( علانية )) لأني اعتقد أن لدي ما أقوله و أن الناس هم وحدهم من يستطيع أن يخبرني هل لدي ما يستحق أن يقال ؟