كافة الحركات التحررية تسعى الى خدمة الانسان واحترام ادميته,وتضعها في المقام الاول,كما تعمل جاهدة من اجل المساواة بين افراد المجتمع وتحقيق العدالة,زد على ذلك ان كان الحدث في بلد اسلامي محافظ ينبذ العنف ويجرم التمييز بين رعاياه,وان لا فرق لعربي على اعجمي إلا بالتقوى.
يجمع الذين قاموا بالثورة وأولئك الذين ساندوهم على انها ثورة من اجل رفع الجور والظلم وتحقيق حرية الرأي والتعبير,من حق الانسان ان يصف الشيء من الزاوية التي يراها بصرف النظر عن وجوده في تلك الزاوية ان كان مخيرا او مجبرا,تحدث النائب بالبرلمان الشيباني عن الاوضاع في بلده وقال بان ما حدث ويحدث ليس ثورة بل نكبة,قامت الدنيا ولم تقعد,انهالت عليه ابشع الكلمات وما زاد في حدتها كونه اسمر البشرة.ربما تناسى هؤلاء عن سبق اصرار وترصد ما يعانيه ناخبي النائب-سكان تاورغاء المشردون في كافة انحاء البلاد.
الردود الفظّة اتت من كافة فئات المجتمع,من يعتقدون انهم متعلمون ومثقفون وتلك مصيبة كبرى,وكذا الذين يدعون التديّن والطهر والعفاف والصلاة على طرفهم,تحدث البعض بتعصب الجاهلية فاعتبروه عبد آبق جزاؤه القتل لخروجه عن طاعة سيده!,اضافة الى أولئك الذين انيطت بهم مهمة تقديم الخدمات لجماهيرهم,ترى ماذا يقول عميد بلدية لجمهوره من السمر؟ هل كان مجبرا على التفوه بتلك الكلمات البذيئة؟,هل يكفي الاعتذار؟ام انه سيستمر في غيّه؟ وان ما ادلى به ينم عن ما يكن في صدره من نظرة تحقير وازدراء للسمر!.
ان ردود الفعل على سيادة النائب سيكون لها اثرا سلبيا على بني جلدته من السمر,ربما يضع الكثيرون منّا تأخر رجوع سكان تاورغاء الى ديارهم بسبب بشرتهم ونظرتنا الدونية اليهم,فهم شركاؤنا في الوطن.واحد فسيفساءاته, فالتنوع اساس الحياة.
الحديث عن تشكيل لجنة من البرلمان للتحقيق معه امر يدعو الى السخرية,كنا نتمنى ان تشكل لجان لأجل محاسبة مهدري المال العام والمتلاعبين بقوت الشعب الذي اصبح يتضور جوعا وغير قادر على تكاليف الحياة,بل للأسف الشديد سمعنا عن بعض نواب الامة عدم رضاه عن انخفاض سعر صرف الدولار وما يترتب عليه من انخفاض لبعض السلع والخدمات,المؤكد انه يعيش خارج البلد ويتقاضى مرتبه بالدولار وفي هذه الحالة فانه يكون متضررا عند رجوعه الى ارض الوطن.
نتمنى ان تكون اللجنة التي شكلها البرلمان بالخصوص لأجل امتصاص نقمة المتعجرفين,في بريطانيا وبعض الممالك الاوروبية تتعرض الملكة التي هي ظل الرب في الارض وتعتبر مقدسة,للانتقاد الحاد,يُقذف الوزراء بالطماطم والبيض الفاسد وكأن شيئا لم يحدث,اما في حالتنا فإن البيض والطماطم من الاشياء النفيسة,ربما عندما ينخفض سعرها وتتساوى في القيمة مع من يحكمون السيطرة علينا,قد نضحي بثمنها (ربنا يعوضنا خير) ونقذفهم بها.
ليس المهم التسمية ان كانت ثورة ام نكبة,بل المهم النتيجة,الثورات جعلت لأجل راحة الانسان وسعادته, وما لم تكن كذلك فإنها ستكون احدى الحلقات(وان طالت مدتها) من برنامج جد سيء وان كان مثيرا,فالإثارة يعقبها الغشيان وعند الاستفاقة يكون القطار قد فاتهم.[email protected]
*الشنفاك...كلمة وضيعة يتلفظ بها اصحاب العقول المريضة بحق الشخص الاسمر.