"السلام عليك ، السلام على حنيني إليك .

لا أخفيك أنّي اقوم الآن بتجفيف حزني

على حبل الغسيل ،

بعد ليلةٍ مليئةٍ بالدموع ..

تذكرتك خلسةً من بين ركام المهام ،

تذكرتك ..

أنا التي مانسيتك يوماً ..

وأنت الذي لا تستحق النسيان أبداً ..

لو أنك تعلم

كم من الرسائل كتبتها وأرسلتها لمنزلك المهجور منذ عامٍ و ٦٠ يوم ..

لو تعلم كم مرةً وقفت أمام بابك

رغم علمي بأنك لست هنا ..

بقيت واقفةً أمامه لأربع ساعاتٍ و ثلاثة وعشرون دقيقة اكتشفت من خلالها

بأنّي لست الوحيدة التي تتألمُ من غيابك ..

رأيتُ كيف يتآكل خشب الباب ،

وكيف يصدأُ الحديد ، وكيف تذبلُ

أشجار حديقتك ، وكيف اكتسى منزلك

لوناً رمادياً وكأنهُ يشتكي الوحدة ..

أردتُ دائماً أن أعلن حدادي عليك ،

أن استهلك حزن العمرِ دفعةً واحدة ..

أن ابتلع غصة غيابك التي تحرمني من الغناء ..

أن أكتبك قصيدة تخدش قلب كل من يقرأها

لفرطِ حُزنها ..

أن يرثيكَ كل شاعرٍ على وجه الأرض ..

أن تتناقل قنوات الأخبار خبر موتك على أنه كارثة كبيرة قد تؤدي إلى انهيار الكرة الأرضية ..

أن يفقد المحيط الهادي هدوئه ويثورُ حزناً وغضباً عليك ...

أن يقف العالم بأكمله ويربت على كتفي ..

ولكن من يكترث لكل هذا ؟

المهم ، أنا أحبك إلى الأبد ولن اتخلى عن حبك حتى بعد أن تخليت أنت عن الحياة ..

وسأحبك دائماً ،

وستظلّ أنت الوحيد الذي يعبر ذاكرتي كفيلمٍ درامي يستهلك حزني وحنيني ..

واتمنى ، اتمنى ، اتمنى أن أجد رسالة قديمة لك ليقعد هذا الحشد الواقف بقلبي تماماً كما قال وديع سعادة "

-اغمض عيني واتخيّل أنك معي -

*أثيرك .