رحيم الخالدي
كنت أتمنى وجود هذه الجيوش في كل المفاصل، وخاصة في شبكات التواصل الإجتماعي، وسهولة وصول المعلومة للمتلقي بواسطة التكنولوجيا المتطورة في عصر الثمانينات، وإن كانت تلك السنين المنصرمة لا تتوفر فيها هذه التقنية، لكنها مؤثرة والدليل التفاعل مع المنشور حتى لو كان تلفيقاً وهذا يدل على وجود طبقة ليست بالمستوى المطلوب ومعروف كيف غزت التكنولوجيا العراق دفعة واحدة دون وجود سُلّمْ لإرتقائها وهذا يحتاج للوعي الذي يفتقده البعض، من خلال التحري الجدي في البحث المعمق عن المعلومة المنشورة لنكون بالصورة وبذا يرتقي الباحث ويكون على بصيرةِ من أمرهٍ .
تلفيق الصور والفيديو أصبحت علامة مميزة لأحد المكونات، للفت الرأي العام عن فساده، والمحاولات المستمرة بتزييف الحقائق، ومعظم المنشورات تحمل رسائل بعضها مشفر! والآخر واضح فيه بعض المبهمات، وكأن الأدوار موزعة حسب الإختصاص، فمنهم يستهدف نائب معين، من خلال مقاطع مقتطعة، والتي لا تخلوا من بعض الأخطاء غير المتعمدة، وجل من لا يخطئ،ويتركون المنجز من أعماله! وينسون أو يتناسون من كان السبب الرئيسي بدمار البلد، من خلال السرقات والفساد الذي نخر كل المؤسسات !.
مجموعة أخرى بمسميات مختلفة لإيهام القارئ، بأن هذه المجاميع تمثل مختلف الشرائح للمجتمع العراقي، والوجه الحسن برأيهم شعار الدولة المدنية، الذي تتبناه جهة معروفة أيضاً، بيد أن هذا مختلف إختلاف جذري ولا يمت للمنادي بالمدنية بأي شكل من الاشكال، وهذا إيهام آخر يقع به من ليس لديه الحنكة، بالتمييز بين المنشور الهادف وبين الإعتيادي بغرض التصحيح، وكان المفروض بمن يعري المقصود وطرح منتجه الذي تتبناه الجهة الممولة له، وبذا يكون قد أوصل الرسالة، التي تُبيّن بين من هدم البناء، ومن هو يريد بناء دولة، ويكون الطرح علنياً دون إستحياء، وهذا الذي لم نشهده قط على الساحة العراقية .
نفس الجهة التي نعتتها المرجعية، في أكثر من مناسبة ووجهت لها النصائح، لكنها آثرت إلا أن تبقى على نفس مسارها الذي إختطته في الغرف المظلمة، ولا ننسى كيف تم جلب المدعو الصرخي لكربلاء، والتداعيات التي تلت تلك الفترة، ولولا تجمع الأهالي من كربلاء، وطرده لبقى الى يوم يبعثون، كذلك رفض المرجعية إستقبالهم أكثر من مرة، فدأبت ومنذ فترة ليست بالقصيرة، إستهداف المرجعية التي لولاها لما كنّا بأمن الآن، وخلال الأيام المنصرمة تصاعدت هذه اللغة ضدها، والمنشورات واضحة المعالم بالاستهداف، حول عدم تدخل المرجعية، وعدم إطلاقها فتوى محاربة الإرهاب، وتناسى من نشر ذلك المنشور أن "المجرب لا يجرب" .
بالنتيجة ينتهي الأمر بعد كل المناكفات، والتقاطعات التي حصلت أخيراً تحت قبة البرلمان، تؤدي لغرض بقاء نفس الشخوص، تساندهم أحزابهم وكتلهم المستفيدة أيما إستفادة، ومنهم من يريد التأجيل!، بغرض مسابقة الزمن القصير ليلحق بركب الفائزين، بالوقت الذي كان ناخبوه يحتاجونه أيام اندلاع المعارك ضد الإرهاب الداعشي أيما إحتياج، لكنه كان أما مسافراً خارج العراق، أو يستمتع بالمميزات التي منحها لهُ ناخبيهْ .
توجيه الإتهام ضد المرجعية، ووضعها في قفص الإتهام سلوك لم نألفه سابقاً، بل لم يتجرأ ممن سبق توجيه الإتهام علناً، والسعي للحط من شأنهم! حتى أعتى طاغوت لم يحارب بهذا الأسلوب المتدني، والذي ينم عن الأسلوب والمنحى الذي ينتهجه الحزب، أو الجهة التي ينتمي لها، والمتعارف عليه أن المرجعية ترسل رسائل مفهومة وتوجيهية، من خلال منبر الجمعة، بغرض تعديل مسار خطأ الى مسار صحيح، ويجب إنتهاجه في قادم الأيام، عسى أن تكون الدولة في غفلة عن شعبها، الذي ينتظر طوال السنين المنصرمة منها خير، منذ إنتهاء حقبة البعث ليومنا هذا.