إيران وراء كل الأزمات التي تعصف بالعراق
مع تصاعد وتيرة التظاهرات في إيران و التي تنادي بتغير الوضع السيئ الذي تعيش البلاد و مطالبة في الوقت نفسه بوضع نهاية لحكم الملالي و نظام ولاية الفقيه التي أدخلت البلاد في متاهات و سياسات لا طائلة منها فأصبحت داخلياً في انهيار اقتصادي كامل و حروب دموية خارجياً لا تعود عليها بالمنفعة فدفع الشعب ضريبة تلك السياسة الفاشلة حينما قدم الأعداد الكبيرة من قوافل الشهداء وفي ظل تلك الظروف الغامضة التي دخلت فيها إيران ولكي تضلل الرأي العام عن هذا الواقع المأساوي فقد لجأت تلك حكومة الفاسدة إلى افتعال الأزمات في العراق في محاولة منها للضغط عليه لرفض الوجود الأمريكي على أراضيه خاصة و أن العراق يمر بأزمات تقع على تماس مع واقع المواطن الحياتي وفي مقدمتها النقص الحاد في مناسيب المياه بنهر دجلة وكذلك التظاهرات المنددة بالخصخصة و أيضاً أزمة زيادة الضرائب و أزمة إثارة النعرات الطائفية و الصراعات العشائرية في جنوب العراق بتحريض من إيران عندما وجهت مليشياتها بإحداث الفوضى و الذعر في تلك المنطقة من خلال تزويدهم بسيارات رباعية الدفع و مدججة بالسلاح لمهاجمة بيوت المزارعين و سرقة قطعان مواشيهم تحت تهديد السلاح فتقع النزاعات العشائرية بين عشائر المنطقة الجنوبية ، فهذه الأزمات التي تعصف بالعراق ما هي إلا ضمن سلسلة مخطط إيراني يستهدف أمن و استقرار العراق أولاً ، و إبعاد الأنظار عن تظاهراتها و مدى تأثيرها على حكومة الملالي التي لجأت إلى استخدام الأساليب القمعية و التعسفية و الاعتقالات العشوائية و زج المعارضين لسياستها الاستكبارية في سجونها و معتقلاتها سيئة الصيت و ممارسة أبشع أساليب التعذيب و اغتصاب السجناء رجالاً و نساءاً و إعدام و قتل قادة التظاهرات و بعدة أساليب وحشية منها إجبار السجناء على تناول حبوب قاتلة أو تعاطيهم جرعات من المواد السامة كالميتادون و غيرها و لكي تتم العملية وفق ما مخطط لها فيأتي دور الإعلام المأجور و الخاضع لسطوتها فينشر الأكاذيب و الأخبار المضللة بأن السجناء أقدموا على الانتحار فأي عاقل يصدق بتلك الترهات و الاعلام الزيف للحقائق و بدليل أن تلك الحكومة تمنع ذوي المغدورين من استلام جثث أبناءهم وهي نهاية مسلسل إجرامي ملالي يبدأ بتغيب قسري للناشطين المدنيين و قادة التظاهرات مع عدم تسريب أية معلومة عن أماكن تواجدهم لديها فتجعل أهاليهم في حيرة و بؤس أكيد فهذه هي حقيقة سياسة حكومة ايران و ارتباطها الكبير بما يعصف بالعراق من مشكلات اقتصادية و أزمات سياسية فينشغل العالم عما تمارسه تلك الحكومة من جرائم بشعة بحق شعبها و كذلك تضمن عدم استقرار البلاد و عدم خروجه من هيمنتها المطلقة عليه من خلال عملائها فيه من طبقة سياسية فاسدة و مرجعيات تعمل بالخفاء لصالحها و بذلك تستطيع إيران نقل التظاهرات من ساحتها إلى العراق .
بقلم الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي