لم تنعم بنغازي بالأمن والطمأنينة رغم الاعلان مؤخرا عن دحر الارهابيين,فالذين دخلوا اليها يمثلون اراذل الناس من كل اصقاع العالم,وتكفل العالم الحر بجلبهم اليها,ليحكموا سيطرتهم عليها باسم الدين,لم تسلم من جبروتهم كافة قطاعات الشعب وان كان النصيب الاكبر لمنتسبي الجيش والقوى الامنية والنشطاء السياسيين.
استهدفوا كافة معالم الحياة بالمدينة,اسواق ومنتزهات, ينظرون الى مرتاديها مجرد كائنات حية ليس إلا,حتى اولئك الذين يترددون على أماكن العبادة لم تشفع لهم اعمالهم,فكانوا من المغضوب عليهم,اماكن العبادة ذاتها لحقها التدمير,فهؤلاء يتسترون بالدين,وابعد ما يكونوا عن عبادة الرب واحترام خلقه.
احداث السلماني الاخيرة تشهد على بربرية منفذيها والداعمين لهم,كما تدل على وجود فراغ امني وتتحمل السلطات بعض المسؤولية نظرا لقلة الامكانيات التقنية,بالتأكيد الانظار متجهة صوب الدول الداعمة للمجرمين,والأشخاص الاعتباريين الذين يحرضون على سفك الدماء بالمدينة وزرع بذور الفتن,ونخص بالذكر منهم,مفتي الديار ورفاقه الأبرار-الحواريون عبر قنواتهم الفضائية التي لا يرقى اليها الشك,وبعض رجالات الساسة الاخيار.
حادثة ضبط السفينة (اندروميدا )التركية بالجارة اليونان لا يزال حديث الساعة, فالأقلام لم ترفع بعد,هل كانت الشحنة الوحيدة المرسلة الى ليبيا؟ام ان القدر اراد ان يفضح المرسِلين؟,بالتأكيد الغرب يعلم يقينا بانتهاكات الحظر المفروض على ليبيا(التي اصبحت مباحة برا وبحرا وجوا),ربما تأنّي الغرب (تغاضيهم)يهدف الى ضبط المرتكبين بالجرم المشهود,وربما يريد استمرار الازمة, فالجميع مستفيد من الوضع القائم وكل شيء بثمنه.
ترى ماذا يقول الذين هاجموا مطار امعيتيقة وتسببوا في اغلاقه لأيام,بدافع اخلاء سبيل بعض النزلاء(مع ايماننا بان السجناء ايا كانت توجهاتهم يجب ان يكونوا في مكان آمن ويحظوا بمحاكمة عادلة) وبالأخص بقايا المنظمات الارهابية الفارين من بنغازي والعمل على اعادتهم اليها؟ المؤكد انهم جد ممتنون وفرحون بما فعلت الخلايا النائمة هناك,وماذا تقول القيادات الشعبية بالمنطقة(المشايخ والأعيان) التي تبنت مطالب المهاجمين ؟,انهم في طغيانهم يعمهون.
الجرائم لم تتوقف يوما وخاصة التي تستهدف الجيش والقوى الامنية,ماذا يقول المجلس الرئاسي بشان مجزرة براك البشعة؟ماذا كانت نتيجة التحقيقات بالخصوص؟ وزير دفاع الوفاق الموقوف عن العمل بسبب المجزرة,ذكر بان القوة المنفذة للهجوم تتبع الرئاسي مباشرة ولا تتبع وزارته!,ام ان الوقت لم يحن بعد لإعلان الحقيقة؟ فكان البرغثي كبش فداء لأنه الحلقة الاضعف بعد تخليه عن البيئة التي احتضنته في سبيل الجاه الذي لم يدم طويلا!,فأصبح طريدا.
لقد اصبحت الحقيقة واضحة للعيان,فالذين يتولون زمام امورنا لا يريدون بناء دولة,ويستهدفون الجيش والشرطة,لأنهم يرون في تعاظم قوتهما سبيلا الى زوال ملكهم,فهؤلاء ليسوا اهلا للمواجهة,فإما خلف القضبان او ضيوفا بدول الجوار التي ينفذون اجنداتها.
الدماء التي تنزف ستسقي شجرة الحرية الضاربة جذورها في اعماق الارض,الدموع التي تذرف تستمطر شآبيب الرحمة على القتلى بدون وجه حق,وستلاحق لعنات الثكالى والأرامل واليتامى والفقراء والمغبونين وأولئك الذين يعانون صلف الميليشيات والواقفين في الطوابير المختلفة التي اصبحت احد معالم البلاد,كل متصدري المشهد.يبقى الامل الذي يراود كل انسان في ان يكون هناك فجر بعد الليل مهما طال,فدوام الحال من المحال والظالمون الى زوال.