في لحظات خانقة تستهويني رغبة جامحة في السير بإحدى الطرق المقفرة تحت ضوء القمر دون ان اسمع همس بشري واحد

و احيانا اخرى اتمنى لو كان بمقدوري الذهاب نحو إحدى البارات لأفقد عقلي المتعب هذا لبضع من الوقت

او ان اذهب لصديق ما استطيع الشعور بقربه وان يقول لي اني لست وحدي

لكن ما كان لأي من ذالك ان يحدث

فبالغالب ستقاطعني اصوات ذكورية تستهزء بي او تطلب مني شيء لخدمتها

او ستقاطعني اصوات الصرخات الموجهة نحوي للومي على عدم تأديتي للوظيفة التي خلقت لأجلها (التنظيف و خدمة الاخرين)

هذا ما فتحت عيناي عليه من تلك اللحظة الملعونة التي اتت بي الى هذه الحياة القذرة

علي تحمل كل هذا لاني انثى

علي ان افهم اني تحت رحمة مخلوق مثلي تماما ليكون ابي و اخي و زوجي او بمصطلح اصدق سيدي و مالكي

طبعا هائولاء مسؤولون عن حياتي او موتي مهما بدا هذا غير واضحا

خطأ واحد يقترفه احداهم ان صدر مني فقد اعلنت منيتي

ويا مرحبا به مخلصا

.....

عموما 

انا لا اعرف من الوم فعلا

هم ام هو

هم يؤدون ما اعتادو فعله

لكن هو

الذي جعل لهذا الكائن السلطة علي و الذي خلقني بضعفي هذا ما حكمته؟

تكامل!

حقا؟!

حجة مقنعة فعلا!.

ألم يكن لهذا التكامل ان يتحقق دون تلك الضرائب؟!

انها ضرائب ليس كأي ضرائب

ضرائب تستنفذ انسانية انسان تستنفذ كيانه روحه قلبه

انها تستنفذ اثمن ما فيه

ما ذنبي انا لأخلق و اموت بين الجدران 

ما ذنبي لأحرم الحياة بتلك الطريقة المغلفة بالحرص و التحصين

نعم انا بحاجة لان اخوض

لان اخرج

لان اتكلم مع احدهم دون ان اتذكر اني انثى

أأصبحت انوثتي عار؟؟؟؟!

ربما...في مجتمع ذكوري كما يقولون

سأمت من هذه المهزلة القاتلة 

انا لم ارتكب جرم لأسجن

ولم ارتكب خطأ لاكون انثى

ولست بحاجة لسلطة كائنات اخرى لاني من المفترض اني لم اخلق لارضى ان تكون حياتي بقبضة احدهم

ومن حقي اختيار ديني و لباسي و طريقتي بالحياة

لكن على ما يبدو كل هذا كلام فارغ

فمن سيسمعني بحق الإلاه الذي انصفني!

من؟!

أسأقول هذا وانا لا اكاد استطيع النظر للسماء دون ان احسب الف حساب لأوامر احدهم بأن اتنحى خوفا من ان يراني احد و يفتن!

انا التي يقال عني عورة و من ضلع اعوج و ناقصة عقل و انا التي اتحول لرجس في احدى اوقات الشهر امنع لمس القرآن و الاتصال مع الاهي الذي جعل بي ما انا فيه

وانا و انا و انا

وهل تبقى لل(أنا) شيء؟؟هه!