عند الإحتضار... أما السعادة وأما الشقاء!!
نزار الخزرجي
تعتبر سنة الإبتلاء من السنن الإلهيّة الثابتة في عالم الوجود, ومن ضمن ما يواجهه الإنسان في هذه السنّة مسألة الصراع مع إبليس الذي يبذل قصارى جهده مع عفاريته لإضلال الناس وإفساد عاقبتهم وقد يظنّ بعض الناس أنّه إذا نجح في تجاوز بعض الإبتلاءات أنّه قد نجح تماماً, بيْد أنّه في واقع الحال يبقى الإختبار والإبتلاء جارياً ما دام الإنسان في عالم الدنيا ولم ينتقل إلى العالم الآخر ومن هنا كانت مسألة حسن العاقبة تشكل هاجساً لدى الإنسان وتدعوه إلى البحث عمّا يوجب له تجاوز هذا الإمتحان بنجاح , فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة لا يتيقّن الوصول إلى رضوان الله حتّى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له"
فعند نزع الروح يحدث أمرين للمرء أما السعادة وأما الشقاء فعن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة, وإنّ حقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء"
كما و حثَ علمائنا العاملين على هذهِ الأمور ومنهم المرجع الديني والعالم الرباني السيد الصرخي الحسني على عدول الإنسان عند إحتضارهِ عن الحق فتكون خاتمته وعاقبته سيئة، وأشار الى عديد من الأمور في بحثهِ الأخلاقي (الرحيل إلى الآخرة) نذكر منها حب الدنيا:
((إذا تعلق الإنسان بالدنيا وزينتها وأحبَّ الأموال والأولاد والمناصب والأصحاب وغيرها واستولى على القلب بحيث يضعف حبّ الله تعالى ويضمحلّ أو ينمحي تماماً ، ففي هذه الحالة إذا جاءت سكرات الموت اضمحلّ حبّ الله تعالى أكثر وأكثر حتى ينمحي؛ بل ربما يتحول إلى بغض ، لأنه يشعر في تلك اللحظات أنّ الله تعالى هو السبب في سلبه عن محبوبه وفراقه له ، فتُقبض روحه على هذه الحال ويُختم له بسوء العاقبة.))
و ختاماً يمكن القول بأن أفضل الأعمال التي نسعى بها الى ختم حياتنا الدنيا بصورة عامة هو ترك المحرمات و المعاصي و الإقلاع عنها والتمسك بنهج الرسول " صلى الله عليهِ والهِ وسلم " وأهل بيتهِ "عليهم السلام" ، و ذلك لما ورد عن ( الإمام الصادق عليه السلام ) إلى بعض الناس: "إن أردت أن يختم بخير عملُك حتّى تُقبض وأنت في أفضل الأعمال فعظّم لله حقّه: أن لا تبذل نعماءه في معاصيه، وأن تغترّ بحلمه عنك، وأكرم كلّ من وجدته يذكر منّا أو ينتحل مودّتنا، ثمّ ليس عليك صادقاً كان أو كاذباً إنّما لك نيّتك وعليه كذبه.