ما زال اللغز غامض , مازالت حلقه الوصـل مفقودة , ما زال العقــل عاجزًا عن فك شفـرة الحياة كالنمله الماثله أمام سور حجري أرتفاعه ليس بوسع إنسان تقديرة وهي جاهدة في تخطية .. مسكين ايها العقل !! , هذة الشفرة التي حيرت العاقل فحولتة إلى مجنون يهذي بكلمات لا تُـفهم , وحيرت المجنون فجعلتة يعود إلى عقلة ورُشدة من شده تأثير الفكر على عقل لا حول لهُ ولا قوة .. كلمه السـر لا زالت سريه ولا يجرؤ أحد على كشفها .
لغز الحياة قد يدفعك لطرح الكثير من التساؤلات في ذهنك , من نحـن ؟ ومن أين أتينا ؟ وإلى أين ذاهبين ؟ وماهو مصيرنا ؟ .. تساؤلات قد تدفعك لتُوقف زمنك لمدة لحظة محاولاً إيجاد حل اللغز , تجد نفسك تلقائيا متأملاً ومفكرًا ومتدبرًا لما حولك .. لقد دفعتك إلى التأمل الكوني والإنفراد النفسي لعلك تجد الأجابه التي حيرت القليلين ولكنها أجنت الكثيرين ..
دعــوة للـتأمل والتفكر في الكون , ألقي مشاغلك جانبا وتأمل خلق الله للكون بكل ذرة بة .. بكل حكمة فيه .. بكل تفاصيله الدقيقه . لعلك تصل إلى حل اللغز الغامض , أو تجن ...

لغز لا يحتاج لعُلماء فيزياء أو نابغي كيمياء , لغز لطالما أجتاح الأذهان وأضاف لسكينه العقل وإتزانه موجه من الهياج وإندلاع دوامات اللاوعي مما اُضيف من فوضى غير محُكمه الأطراف , أخذت تعبث بالأفكار وتتقاذفها من ركن الى اخر دون أحترام حُرمه العقل وأخذت تُمارس أفعالها الحمقاء التي لم تحسب نواتجها بعد ..

لم تجد أمامك سوى طلب العفو منه وأن يبدأ بتقليل هذا التمادي في تعذيبه , أن يثبط أستخدام ذخيرته من اسلحه الجنون الشامل , ان يبدأ في لملمه الخسائر والحُطام الفكريه الناجمه عن حرب عقليه وأدت لحدوث لجوء اضطراري لبعض شظايا العقلانيه واستبدالها بجنود جنون ولامنطقيه ..

ذلك اللغز المستعمر لعقل لا قوة له جعل كل شئ يصبح مبعثر وغير مُحكم , كل فكرة كانت منضبطة في مكانها المحدد وتعمل في هدوء ومؤديه دورها على اكمل وجه ولا تقوى على خرق قوانين العقل الموضوعه منذ بدايه الخليقه , ولكن بفكرة شاذه جنونيه استطاعت ان تُشق عن المألوف والمُعتاد عليه في هذا العالم الصغير المُسمى بالحيز العقلي ..

ولكنه استطاع ان يقتحم ذلك القلعه الحصينه المُؤمنه من جميع الجهات بأقوى أسلحه المنطق والواقعيه , ولم يكتفي بتدمير هذة القوى فقط ولكنها كانت اول خُطوة للإنطلاقه نحو المزيد من التدمير وخرق المنطق , وأخذت تُلزم سكان العقل المُستعمرين بالخضوع تحت رحمته وعدم التلفظ بفكرة واحدة حتى ! فكرة قادرة على إعادة النظام كما كان سابقـًا والتخلص من هذا الصِدام الذي لا ينتهي إلا بنهايه طرف واحد فقط من الطرفين المتقاتلين الآن في حلبه المنطق ..

بدأت في زياده الحِصار وأحكمت قبضتها على المدينه بأكملها , دون نيه عن فك الحِصار وإستعمار مدينه عقليه اخرى , بدأ بعد ذلك بإستخدام ذخيرته الغامضه مثله بل تكاد الذخيرة ان تكون أكثر غموضـًا من اللغز نفسه , ذخيرته هي التساؤلات المرهقه لطبيعه العقل بحد ذاته , تساؤلات تعمل كوحدة واحدة لمواجهه افكار لا تتفق في شئ سوى العقلانيه في الأداء , فأرادت ان تجعلهم يروا ذلك العيب في نفسهم للعمل على اصلاح ذلك العيب المميت , فالأختلاف أساس التفكير والتفكير اساس الأبداع والأبداع أساس الحياه فلك أن تتخيل ان تسير الحياه على نمط و وتيرة واحده فستكون حياة بلا حياة ولكنها مجرد حياه ..

هذة التساؤلات أخذت تصُيب الأفكار بالدوار ومن ثم بالهذيان وأخذت تفقد عقلها رويدًا رويدًا , بدأت تتساقط كأوراق الشجر الخريفيه دون مقاومه على البقاء والأستمراريه على هيئته .

اصيبت الأفكار بحاله خانقه من كثرة الضغوط اللامنطقيه التي تتوالى عليها , ولكنها كانت بمثابه " أرصه ودن " للأفكار ان تندم على منهجها العقيم في التفكير والبدء في إبتكار  أفكار خارج الصندوق تمامًا ..

فأذا اخذت الأفكار بالنصيحه على عين الأعتبار وأنتبهت لها وإلى اي مدى نتائجها ستُميز ذلك العقل الذي تخلى عن مبدأه في الأبداع ..

لعلها بدايه للأبتكار والأبداع ..

بعدما اقسمت الأفكار ان تتخلى عن منهجها الممل التي لطالما عمِلت به دون تغيير يُذكر أخذ  اللغز في إلمام ما تبقى من ذخيرة وبدأ بالتراجع رويدًا رويدًا حتى اطمئن إنه قد أتم مُهمته التي كُلف بها من قِبل محكمه الصحوة العقليه المُعتمده والقى بنفسه بعيدًا حتى توارى عن الأنظار ..

بدأت بعدها الأفكار في كتابه صفحه جديدة وأقامت ميثاق شرف قد وقعته مع العقل على الا تعود لهذا المنوال مرة اخرى وان تبتكر و تُبدع وتجن وتجن وتجن حتى أخر ذرة فكرة فيها ..

وبدأت بالعمل وكل فكرة تُضاد الفكرة الآخرى وتعمل بأستقلاليه مثاليه لم تُرا من ذي قبل ,

لقد جعلها اللغز كالجُندي الذي لطالما طلب الشهادة وإستحقها وبجدارة , فأخذت الأفكار على نفسها عهدًا بألا تحيا دون جنون وإبداع والا تُبدع وتجن دون خروج عن المنطق والعقلانيه ..