ما ان صدّق البرلمان الايطالي على ارسال جنود بلده الى ليبيا لحماية مصالح الدولة التي كانت تستعمرنا,وشد ازر من تعاونوا معها ان لم نقل كانوا السبب في الهجمة الشرسة لحلف الناتو وبعض الاعراب,حتى خرج علينا عديد الساسة,المنتخبون مؤخرا والممدون لأنفسهم والمفروضون علينا بقوة السلاح, والشرعية الدولية والنشطاء المزايدون,والمدافعون عن حقوق الانسان المزيفون,عبر وسائل الاعلام المختلفة,يعلنون رفضهم لعودة المستعمر!,نقول لهؤلاء على رسلكم ياسادة,لقد كان الهدف المعلن من الحملة اسقاط النظام الديكتاتوري والعمل على التحول الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم لكل ابناء الوطن,فهل حققتم ذلك؟.

القوى الغربية والإقليمية ومنذ اعلان المجلس الانتقالي عن انتهاء المعارك وتحرير الوطن, تتواجد استخباراتيا وعسكريا واقتصاديا وفكريا(الافكار الدينية الهدامة) في البلد وعلى امتداد سبع سنوات عجاف,المؤكد انكم تعرفون ذلك,ولكن هل طلبتم الى منقذيكم بعد ان خلت لكم الساحة بان يعودوا ادراجهم وشكر الله سعيهم؟.دون ادنى شك انكم لم تطلبوا منهم ذلك,بل اجزم انكم زينتم لهم البقاء لتقوى شوكتكم,فكان قانون الاعزل السياسي,اخذتم على عاتقكم نهب مقدرات الشعب المنقولة والثابتة لاستثمارها في تلك الدول,والعمل على تدمير ما تبقّى من مبان ومؤسسات عامة,الخدمات الصحية تكاد تكون معدومة ونتلقى المساعدات من المنظمات الدولية,التعليم في ادنى مستوياته.

في حال انتهاء اعمال العنف نتمنى ان يكون ذلك قريبا,فإنكم حتما ستوكلون اليهم مهمة اعادة اعمار البلد,تقديرا لجهودهم المنقطعة النظير في ايصالكم الى سدة الحكم ومن ثم تتقاسمون الايرادات المتوقع تحصيلها الاعوام القادمة.

بفضلكم ايها السادة اصبحنا مجتمع بلا دولة,تتقاتل اطيافه لأتفه الاسباب,ابناءه محتقرون في كل مكان يحلون به,المخصصات من العملة الصعبة التي انعمتم بها على المواطن لم يستفد منها,بل تذهب الى بنوك دول الجوار وتصرف له بالعملة المحلية هناك بمعدل صرف متدني,وفي حال الرغبة في استرجاع العملة الصعبة(الدولار) فان سعر الصرف(بتلك الدول) يكون مرتفعا والنتيجة ان المواطن لا يناله من تلك المخصصات إلا التعب والاحتقار. 

الحديث عن الاستقلال ليس بالأمر الهيّن,ولن يكون بالعبارات المنمقة,او اضفاء الشرعية على تشكيلات مسلحة سيئة السمعة,لأجل الاستقواء بها على الاخرين ,من يريد دولة فان اسس قيامها يتمثل في قيام جيش وطني يحمي حدوده وتكون خط دفاعه الاول وقوى امنية بمختلف شُعَبِها لأجل استتباب الامن والاستقرار,ومن ثم تكوين مؤسسات الدولة الاخرى التي تساهم في رقي المجتمع وازدهاره.

الى مذرفي دموع التماسيح بشان الاستقلال والتدخل الخارجي نقول: رغم قلة الامكانيات لقد ضحى الاجداد من اجل الوطن بالغالي والنفيس,كفى نعيقا يا من خربتم البلد ,فبعض المناطق قد فرّغت من سكانها تماما واصبحت مأوى للبوم,وتتحدثون عن رجوعهم الى ديارهم خلال ايام معدودات,انّى لهم ذلك,انهم يحتاجون لبضع سنين,لقد ساهمتم وبجدارة في وضع البلد في ذيل قائمة الدول الاكثر انتشارا للجريمة المنظمة والأكثر غلاء للمعيشة.ان كنتم صادقين في قيام الدولة,فاعتقد انكم قادرين على ذلك متى عدتم الى رشدكم,وقطعتم كافة اتصالاتكم بكل من سعى ولا يزال في تدمير الوطن.