(1)
كيف يستطيع المرء استعمال شيء دون أن يدرك ماهيته، ووظيفته التي وجد من أجلها، ويتعرّف على الطريقة المثلى لاستخدامه واستثمار قدراته؟! ..
(2)
عدم إدراكنا للأشياء وفق حقيقتها قد يولدّ ممارسات غير صحيحة في التوظيف، فإما أن يُضعفها أو يلغي وجودها. ويمكن التشبه هنا بمن لا يدرك ماهية القلم ووظيفته؛ فلا نستغرب إذا وجدناه يستخدم القلم لحك ظهره أو تنظيف أذنيه..
(3)
هذه الأشياء التي نتحدث عنها ليست متساوية في درجة التعقيد، ولكن أكثرها تعقيداً هو "الإنسان"، فليس من السهل أبداً التعاطي مع هذا التركيب البالغ التعقيد بوسائل سطحية قد تُحّجم قدرته أو تضخم عجزه أحياناً.
(4)
تعقيد المكون الذاتي للإنسان هو نتيجة للعديد من الأشياء منها: قدراته الهائلة، مرونة استجابته للتنوع، انفعاله وتجدده مع الفرص، وانكماشه خلال المرور بتجربة فشل أو حاجز تحدٍ أو سقوطه في يد "مكسّر مجاديف".
(5)
في طريقك لبناء ذاتك واستنتاج الدور الذي يتلائم معك، ستكون بحاجة لرحلة غوص في هذه الذات المركبة المعقدة، وهذه الرحلة ليست بسهلة، وبنفس القدْر الذي يلفها من الصعوبة هناك قدْر لا يُستهان به من المتعة. فلا أمتع من أن تصل إلى ذاتك..
(6)
استمع للآخرين كثيراً إذا تحدثوا عنك في أي سياق، فقد يملك الآخرون زوايا رؤية قد لا تستطيع الوصول إليها، وهذه الزوايا قد تجعلنا مبهرين نتمتع بقوى خاصة، وقد تجعلنا غير ذلك. استمع فقط ولست ملزماً بالاهتمام بكل ما يقولون، لكن انتبه إلى أن تكرر ظهور الشيء مؤشر على وجوده..
(7)
وظّف كل خبرة عمل الباحثون والعلماء عليها لكشف أسرار الذات وسماتها وميولها وقدراتها، واختر أكثر الأدوات ثباتاً، اجمع تقارير ذاتك جنبا إلى جنب، وأعد تأملها مرة بعد مرة، وما يتفق عليه المجموع يندر أن يكون خاطئاً.
(8)
قبل أن تقود ذاتك في رحلة الحياة، تأكد أن تملك دليل المنتج وتجيد قراءته بشكل جيد، ولو استغرق ذلك منك زمناً. الوقت المبذول في التعرف عليها هو أعظم الاستثمارات..
(9)
لا تسمح لأي أحدِ كان أن يملي عليك ذاتك، ولكن استفد منهم ..
عبدالواحد الزبيدي - 28/4/1439
تويتر/تيلجرام@abdulwahed14