• حواري مع شكسبير 

كنت في زيارة للقرية التي عاش وولد بها ويليام شكسبير ستارفورد

- بعدما دخلت منزله الذي اكل الدهر عليه وشرب , ليس عجبا أن يصنعوا من ذلك سياحة !!

ويليام شكسبير (1564-1616)

القرية في وقته كان عدد سكانها 1500

الان تربو على 25000

• جلست على كرسي في حديقته !

أخذت أتخيل أو ربما غفوت نظير يوم طويل شاق

قدم إلي رجل في ثياب أنيقة ذات لون أحمر وقبعة فارهة

قلت : السير ويليام شكسبير

قال: نعم

قلت : عندي سؤال طفولي نوعا ما بعض صورك تظهر لك لحية كبيرة كما كان ذلك رائجا تلك الأيام

والأخرى بشارب قصير أنيق ووجه ممتلئ 

جلس وضحك ساخرا !!

أنت شرقي أليس كذلك

قلت:- نعم ,كيف عرفت ؟

قال :- أنا اله الكلمة واللغة أميز من اللحظة الاولى , وثانيا كم هو مؤرق لديكم موضوع اللحى والشوارب أيها العرب وكأن الرجولة فيهما !!

ثالثا،أمزح معك اريد ان اختبرك صبرك, ورابعا اختر ما تريد فليس هناك فرق !!

قلت :- مهلا مهلا علي !

فأنا لم أفهم نصف كلامك ولغتي الانجليزية بسيطة والسؤال كان كمدخل فقط ارجو ان لا تكون حكمت علي منه 

ربت على ظهري وقال تعودت على امثالك يا فتى !!

قلت: بعيدا عن شهرتك وأنك الاسم الاشهر في عالم الكتابة الانجليزية وأنك ربما من القلائل الذي سبر أغوار النفس البشرية وحللها تحليلا عميقا واضفت شخصياتك كل الانواع من ما تمثله الانسانية من طبائع أتعلم أنك تركتنا نعرف في التاريخ الانجليزي من شخصيات ريتشارد الثالث
والثاني وجيمس الاول والثاني كم تربينا عى قصة روميو و جو ليت , عفوا أعذر ارتباكي فنظرتك لي ترعد فرائسي !

وبعيدا عن الغموض الذي يحوف شخصيتك

أأنت ابن بائع قبعات ؟

أم أن والدتك غنية ؟

كيف كانت طفولتك ؟

قال:- كرهت مدحك يا فتى

وقد مللته يقال أن الف عني ثلاثة الالاف كتاب

مسرحياتي ترجمت لعشرين لغة واكثر وتدرس في الجامعات اعمالي

علقت ,, تطرب أنفسكم الى المدح فأنت من من استفاد من البلاط الملكي كثيرا

وقف وغضب قائلا :- لن اسمح لك (ذكرت بيانات الكويتيين السياسية بعد خطاب مسلم البراك )

في منزلي وتشتم

قلت :- العفو لم اشتم

فهذا صحيح 100%

قال:- ماذا قلتوا عن المتنبي وأبو فراس الحمداني ؟ نفس هذا الكلام ؟

قلت :- اههههاه تعرف المتنبي ؟

قال :- استح يا هذا لقد شربت المعارف اليونانية واللاتينية وكم احرقت شمعة اطراف اصابعي وأنا اقرأ ليلا

قلت:- رأيي في المتنبي

هو شاعر عظيم في المدح والهجاء

ولكن اراه صعلوكا من الصعاليك يبحث عن العطايا والهبات

لطالما أمنت ان الكلمة مقدسة ولها مكانتها حرة لا تؤدلج

صفق لي وقال :- عظيم

بذلك تجاوزت حدودك ايها المنزوع الحياء ,

نعم بداياتي كانت هزيلة

نعم كنت اغازل كتابا كبار امثال جون ليلي ومارلوتوماس ليكر

ولكن فشلت

طرقت ابواب كثيرة شعرا ونثرا

وكانت الفترة نهاية حروب عائلتي لانكسترو ويورك

وحروب الوردتين

كتبت عن جورج الاول

ولقيت القبول اجتماعيا , فعلا كنت ابن عائلة ميسورة الحال ولكن الكتابة كما تعرف لعنة فكل من مارسها عانى الفقر والمعاناة والنبذ الاجتماعي وفي زمانكم كثر هم امثال طه حسين والعقاد وزمان نجيب محفوظ وعبدالرحمن منيف , وماركيز وبابلو , والمغرور همنجواي والبائس هيوجو

أتدري ما اخبرني به هيوجو في داري

قلت :- زمنك يختلف عن زمنه

ولغته تختلف عن لغتك هو فرنسي وأنت انجليزي

قال :- في الجحيم بظنك أين ؟

قلت :- جحيم

قال :- نعم من جحيم حياتنا الى جحيم الجحيم واخذ يضحك

يقول لي لأنه كان يكتب عاريا وانتحر كمدا

قلت :- أتعرف ما يقولوا عنك أنك كنت مدمن حشيش!!

ضحك هههههاه

وقال :- يا ابني لا تتركي أتكلم هكذا لن ننتهي ابدا ,

نعم البلاط خدمني فأنت تعرف السلطة والنفوذ والمال لديهم وبطبيعة الحال كما تتبجح علي من وراء ظهري ماسح جوخ

!!

قلت :- اهااه ,كيف عرفت

قال :- أنا في كل مكان وزمان ورأيت عوالمكم الكئيبة المليئة بالحروب والاوضاع الاقتصادية السيئة

علقت وحالكم ليس ببعيد فقد خرجتم من حروب طاحنة مع الرومان واستمرت حروبكم للحظة

قال :- صه , ولا تقاطعني

فأنتم مثيري للشفقة

أتسمون ما تقرأوون كتبا

استحوا فأنت كما قلت عن المتنبي صعلوك وتناقشني وترد علي وأنت لا شيء

أن بريطانيا العظيمة زادت ضعفا من قبل وكثرت الطفليات امثالك

قلت : مهلا ,مهلا

أرى عنجهية وغرور ولغة عنصرية أتعلم أنك أعجزت من بعدك أظنك كالاغريق لم ينجحوا مثل ارسطو وسقراط وافلاطون , لو ترى حالهم الان لبكيت لهم , بالتالي من بعدك يجدك عقبة عصية ليتجاوزها امثال برنارد شو وديكنز وجون ميلتو وفرانس باكون واثا كريستي واوسكار وايلد وادم سميث

رغم اختلاف مشارب كتاباتهم وتوجهاتهم , نعم نجحوا ولكن اردنا منهم اكثر

رأوك رقما صعب لا ينكسر

قتلت فيهم الكثير

قال :- بلا هرطقة يا شرقي !

ما لي شأن بهم نعم نجحوا ولكن ليس ذنبي أنا رفات

فإذا كنت مشكلة لهم فتلك مصيبة المصائب

وهذا ربما ما أوصل الانحطاط الادبي والمعرفي واصبح يتماشي مع ما تريدوه فأنتم تلفظوا الصعب والغامض واللغة الفاخرة أصبح همكم قصص الحب الهزيلة وعوالم السحر بالله عليك أقصة هاري بوتر ؟ تستحق القراءة وكاتبته ج. روينج المليارديرة !!

أتعلم يا هذا

أنكم يا عرب

لستم بعيدين من ذلك انظر للشعر الجاهلي وانظر للرقي الادبي الضخم في اوليات القرن التاسع عشر !!

كم أموت غيضا كل يوم

قلت :- وأنت في الجحيم

ضحك وقال : يا مشاكس

كم حققت اعمالي المليارات على المسرح والتلفزيون والكتب

ولم استفد منها

حتى سلالتي لم يبق منها الا اثنان وجمعيتي الخيرية يرأسها تشارلز ولي عهد بريطانيا !!

قلت :- يقال انك كنت تمقت توماس كيد صاحب مسرحية المأساة الاسبانية

و كريستفور مارك صاحب مسرحية يهودي مالطا للمعلومية قرأت المسرحية شخصية البطل اسرتني فيها لؤم ومليئة بالمؤامرات والثأر الديني

وقيل أنها تمثل شخصية كريستفور الحقيقية

قال :- أين هم الان ؟ وأين أنا ؟

قلت : - في الجحيم ايضا !!

قال :- ساضربك أن لم تترك هذه الكلمة

يا بني لم يكن حقدا بل منافسة أنت من عشاق مدرسة العقاد ما الذي كان بينه وبين طه حسين والرافعي من حروب بلاغية وادب اسميه ادب الخلاف على مستوى عالي من الرقي المعرفي رغم قسوة بعضهم على بعض , العقاد انتقد شوقي لخلاف بسيط جرى بينهما وأخذ العقاد ينتقد شوقي في كل شارة
وواردة

قلت : الشيء بالشيء يذكر بما أنك تكلمت عن الشرق

عطيل ...

هذا الامير العربي المغربي الذي قتل زوجته غيرة عليها

وصورت الحب بطريقة اخرى كان بها نزاع عاطفي كبير بين الانصياع الشديد منها والولع الشديد منه

أهكذا تصور العرب !

قال :- لا يهمكم الا هذا كيف يراكم الغرب سحقا لذلك التفكير !

قرأت قصص الحب لديكم وكانت كلها معاناة والم وممانعة جعلتني اخرج عطيل

قلت :- لم تقنعني

ولكن ارد السؤال بسؤال

النساء في اعمالك ذوات بأس وعزيمة وقدرة على حسم القرار ذكرت رموز امثال امرأة العزيز وخديجة وهاجر وكيلوباترا وفينوس وجولييت والعكس اخرجت لنا ماكبيث المرأة الشيطان

قال :- المرأة هي سحر الانسانية هي الملهمة وهي المعذبة

اخرجت النساء في اعمالي هكذا لسبب كن النساء في وقتي عاملات في بيوتهن ليس لهن تأثير ولا شأنا لولاي لم يقم لهن شأنا

أنظر لما الهمت به تاتشر الراحلة قبل يومين

وغيرها من نساء مجتمعي

قلت :- كذبت

قال :- ماذا ؟

قلت :- قيل أنك ذو تجارب عاطفية عديدة وأن زواجك المبكر وفق التقاليد ان ذاك في سن 18 خلق لك عالم كرهت فيه المرأة وكم ظلمت زوجتك أن هاثواي كثيرا كنت في لندن وتركتها وحيدة وقبلها كنت لمدة سنوات في البندقية واظنك كتبت تاجر البندقية هناك واظهرت كرهك لديانة اليهود
, فقد قيل أن كل امرأة في اعمالك كان لها وجودا في حياتك

بودي اعرف عن الملكة غرترود واوافيليا ولكنك مستودع اسرا ر

أتعلم أنه قيل عنك أن نعم شخصية حقيقية اسما فقط وشخصيتك الحقيقية هي ل الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون وكان يخجل عن ان يقال له كاتب أو شاعر

ابتسم ولم يرد وقال هذا فراق بيني وبينك يا هذا

واظنه كفف دموعه رد فقط آن هاثواي هي من صنعتني ونشرت اعمالي بعد وفاتي أتعلم ما سبب وفاتي هو مرض السيفلس !! وتعرف من أين يأتي هذا المرض

لم أنصفها حقها أقول لك سبق صحفي هي من كتبت هاملت لن يصدقك أحد نعم أنها افضل اعمالي

الذي اظهر الصراع الداخلي العميق بين ضعف الام وزعزعة هاملت وسيطرة العم

قلت : أصحيح ذلك لحظة لدي اسئلة كثيرة عن طقوسك في الكتابة , عن كيف تصنع شخصياتك بليز لا تتركني ويليام ويليام

قال : سحقا لك أيها الشرقي قتلتني الف قتلة بهذه الحوار

اسئلتك كثيرة ولكن خذ هذه النصيحة

الكاتب الحقيقي الذي يوصل رسائل فيما يكتب ويوصل ما يريد هو في كتاباته فكن كذلك ودع عنك الاسئلة التي تعرف اجابتها مسبقا 

• فقت بعدما سمعت صوت صاحبي فهد فهد فهد ...!!