هذه بعض النصائح التي تتعلق بمنهجية قراءة التاريخ الاسلامي أقدمها لكم اختصرًا للجهد والوقت، فقد عانيت في قراءة كتب التاريخ -ولا زلت- الكثير، وليست معاناتي معناة تأفف وتعب، بل هي معاناة درس ونظر وبحث وتعمق؛ ولأجل هذا أقدم لكم هذه النصائح:

النصيحة الأولى: اقرأ في كتب المتقدمين دائمًا وعود نفسك على ذلك.

يجب أن تعرف أن جميع ما ينقله لك أي كاتب معاصر في التاريخ، ما هو إلا مجرد نقل من كتب الأوائل، فإذا حرصت على القراءة منها وعودت نفسك على ذلك، فسوف ترتاح من كم هائل من الكتب المعاصرة التي لا تقدم في مضمونها العام شيء، فقط تنقل وتجمع، وقليل من هؤلاء الكتاب من يُحلل أو يأتي بشيء جديد ومفيد.

فلا تضيع وقتك لتفهم التاريخ الاسلامي ولتدرسه في مثل هذه الكتب، بل عليك بكتب المتقدمين دائمًا وسوف تجد ثمرة هذا الأمر بعد أن تفرغ من قراءة أول كتاب.

ولا تنخدع بما يقوله البعض من أن كتب المتقدمين صعبة في لغتها وفي طريقة عرضها، فهذا كلام ليس له أساس من الصحة، فالكتاب المتقدمون كما الكتاب المتأخرون يكتبون بنفس اللغة وبنفس حروف هذه اللغة، فلا تلتفت لأي من هذه الادعاءت.

النصيحة الثانية: تدرج في قراءة كتب المتقدمين.

فلكي تبدأ في القراءة في التاريخ خذ في البداية كتاب عام يأتي بجميع جوانب التاريخ الاسلامي ابتداءًا من تاريخ الانبياء وانتهاءًا بعموم التاريخ الاسلامي أو بشيء منه، ويكفيك في الغالب أن تقرأ كتاب البداية والنهاية لابن كثير فهذا الكتاب شامل لجميع جوانب التاريخ الاسلامي.

النصيحة الثالثة: استمع لدروس صوتية تتعلق بعلم التاريخ الاسلامي دائمًا.

فزيادة على قراءتك في كتب التاريخ، استمع أيضًا لمتخصصين في علم التاريخ، لأن هذا الاستماع سوف يفيدك في ضبط معارفك، فقد تقرأ وتعتاد على قراءة اسم من الاسماء خطئًا، وحين تناقش مع غيرك موضوع تاريخي متعلق بهذا الاسم سوف يكون موقفك صعبًا إذا نطقته بضبط غير صحيح، وكثيرًا ما يحصل هذا.

فلكي تتغلب على هذه المشكلة عليك بالكتب الصوتية التي تضبط الأحداث والأسماء والمواقف التاريخية؛ حتى تكون لديك إحاطة صحيحة بالتاريخ من حيث النطق ومن جوانب أخرى كثيرة لا يسعني ذكرها لك الآن.

النصيحة الرابعة: اقرأ في منهجية دراسة التاريخ واضبط أصوله.

فالكتب المنهجية هامة جدًا، لأن كثير من مسائل التاريخ الاسلامي قد تُنقل على غير وجهها الصحيح، وبعض هذه المسائل يمس العقيدة الصحيحة، فلا تتهاون في هذا الأمر أبدًا.

ومع ذلك فلن تكون قادرًا على التمييز ما لم تكن لديك منهجية علمية واضحة في قراءة التاريخ، وفي تمييز كثير من الأحداث، ومن المفيد لك أن تدرس علم العقيدة أولًا، أو تأخذ كتاب مختصر يوضح لك عقيدة أهل السنة والجماعة حتى تنجو من كثير من الاشكالات التاريخية في معرض قراءتك في كتب التاريخ.

هذه كانت جملة من النصائح، آمل أن تنال إعجابكم...