كادر مستشفى صدر القناة للعلاج الطبيعي والتأهيل شكراً لكم
رحيم الخالدي
النظام هو من يجعل الدول متطورة ومتقدمة، حتى لو كانت لا تملك موردا وغير مترفة، لكنه يجعلها في المقدمة، علما أن القانون وضعي وليس الهي، وهنا أقصد أي دوله غير عربية! وليست اسلامية .
مستشفى في العراق بكادرٍ عراقيّ، أدهشني تَعامُلهُم! وكأنني في دولة أُوربية، رغم محدودية الصرف والأدوات، ولا تملك التمويل الكافي .
مستشفى صدر القناة المختص بعلاج ذوي الإحتياج الخاص، مكان بعيد عن كل البغداديين، لاسيما أهل المحافظات، ومن يريد الذهاب اليه كأنه يريد الذهاب لمحافظة بعيدة، وإن كان الطريق المُوّصِل اليه يُعَدْ من الطرق السريعة، ولا توجد فيه كثير من الإزدحامات الاّ قليل، لكن الطريق مهتريء وغير صالح لكثرة المطبّات فيه، مع تغافل أمانة بغداد او الجهة المختصة بصيانته، ولكثرة التخسفات والحفر فيه، يجعله غير صالح للسير بالمركبات من اي نوع كانت، والمهم في هذا السرد هو كادر المستشفى، الذي يدير هذا المرفق المهم جداً، في تأهيل المعوق ومساعدته قدر الإمكان، ولم أرى أي تردد من الإجابة من قبل الموظفين، أو العمال فيه، وهذا أثار لدي الكثير من التساؤلات، لان هذا الإسلوب تفتقر اليه كل مستشفياتنا بدون إستثناء، والذي لم أره من قبل! تعامل المختصين بالتأهيل في قسم العلاج الطبيعي، الذين يمتلكون الإنسانية التي يفتقر لها كثيرون، ممن هم في باقي المستشفيات الصحية .
التعامل مع الطفل وإجراء التمارين الموصى بها، من قبل الأطباء أراه في الأفلام الأجنبية، وكأنهم يمثلون دورا ويجيدونه، بل التعامل مع المريض يجعله مطمئنا، ويقول لك بانك في أيدي أمينه ولا تخف، ويقول لك العمل الذي يؤدونه، نحن نمتلك الإنسانية .
يا حبذا تكون كل مستشفيات العراق، وتعاملهم مع المرضى، بقدر الأطباء والعاملين وإختصاصيوا العلاج الطبيعي، وباقي الاقسام، في هذا المستشفى المهم، وعلى وزارة الصحة الإهتمام به وتطويره، مع توفير المعدات اللازمة لعلاج المرضى، وهو يحتاج لها فعلا .
لم أنتظر طويلا! بصنع مساند لطفل يعاني العوق، والمختصين وإستقبالهم يبعث راحة في النفس، بل يثير العجب من عدم التذمر، الذي تشهده معظم مستشفياتنا، والقياس والتقدير الذي قامت به إحد الاخوات من ذوات الإختصاص، وفحصه من قبل المسؤول وإرجاعه لوجود شيء لا أعرفه، والنتيجة إستلام المسند بوقت قياسي، مع ابتسامة من المسؤول .
أتحدث عن اُناس يمتلكون الإنسانية، والمعالج الذي أجهل إسمه سوى أبو علي، قد نزل من القمر، وكأنه ليس في العراق، وتعامله مع الأطفال بكل رقة وحنان، جعلني أقول في نفسي أننا ليس في العراق !.