د. علي بانافع
تعرضت المملكة العربية السعودية البارحة عند منتصف ليل 27 جمادي الآخرة 1441هـ الموافق 21 فبراير 2020م لعدوان صارخ آثم قذر بثلاثة صواريخ باليستية محرمة دوليًا؛ من قبل ميليشيا الحوثي للمرة الثانية له أكبر دليل على خبث طوية الشيطان الأكبر وإمبراطورية الشر إيران الصفوية المجوسية، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكية السعودية من صد العدوان بفضل الله وبفضل الرجال الصامدين كالجبال الرواسي لا يختلط لديهم الحق بالباطل.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أشار الى مصدر الفتنة كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: ((سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: وهو علَى المِنْبَرِ: ألَا إنَّ الفِتْنَةَ هَا هُنَا يُشِيرُ إلى المَشْرِقِ مِن حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ!!)) ورضي الله عن والده عمر بن الخطاب الذي قال: (وددت أن بيننا وبين فارس جبلاً من نار لا يصلون إلينا ولا نصل إليهم) وقد قضى على دولتهم وأمجادهم ومسحها بالأرض، واطفأ نارهم الموقدة منذ ألفي عام، نعم أسلم الفرس زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عَنْه لكن على دخن، وشارك الصحابة رضي الله عنهم بفتحها، فقد كانوا يحكمون المشرق ويحتلون العراق واليمن، ودخلت بلاد فارس في الإسلام كاملاً ثم حسن إسلامهم عموماً وظهر فيهم أخيار، وبرز عند بعض من أهلها شيء من الشعوبية "كراهية العرب" واستمرت ظاهرة الشعوبية إلى نهاية العصر العباسي الأولى، ولكن بقي الشغب وكره العرب واحتقارهم والحقد عليهم سارياً في دماء كثير من قادتهم وزعماءهم.
وظهرت فيهم ومنهم كل الدعوات الباطنية الهدامة كالقرامطة وثورة الزنج التي قادها بهبوذ الفارسي سنة 255هـ ولم ييأسوا حتى استولوا على بغداد زمن البويهيين واستمروا في الحكم قرابة مائة عام، وفي القرن العاشر الهجري تحولت إلى التشيع بالقوة على يد الدولة الصفوية ليومنا هذا وأصبح السنة بها أقلية فأصبحت مركزا للتشيع في العالم، ومنذ تولي إسماعيل الصفوي قبل 500 سنة انشق الفرس تماماً عن الأمة وأصبحوا مصدر فتنة إلى يومنا هذا، فقد قتل إسماعيل الصفوي مدة حكمه أكثر من مليون من السنة الفرس، وقتل جميع علمائهم وقضاتهم واحتل بغداد وقتل مئات الآلاف من السنة ممن يسميهم اتباع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستمر هذا التوارث الفارسي للحقد على العرب إلى أن ظهرت دولة الخميني الحالية التي لا تختلف كثيراً عن دولة إسماعيل الصفوي فكلاهما يدينان بولاية الفقيه الفارسي ويحتقران العرب -سيما عمر بن الخطاب وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم- وبقية بني أُمية عبد الملك بن مروان وأبنائه أبطال العرب الذين أتموا القضاء على ملك فارس، ولا ينقضي عجبي من الحقد الفارسي الخبيث حينما بنوا قبرا للملعون فيرز قاتل عمر وسموه أبا شجاع يزورونه ويتبركون به كل عام، كما أنهم دمروا قبر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بدمشق وقبر خالد بن الوليد رضي الله عنه بحمص، وأشد ما رأيت من الفظائع البغيض الهالك رفسنجاني وقد عبر عن حقده الفارسي الموروث وذلك ببصقه باتجاه قبر الفاروق رضي الله عنه، مع علمه أن البصاق سينال قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن قبر الفاروق والصديق رضي الله عنهما خلف قبره الشريف، ولكن لا يهمه ذلك طالما نفث بعض حقده الأسود البغيض على من أزال ملك آبائه المجوس عن وجه الارض الى يوم القيامة!!
التخلص من الحوثي قص لذراع إيران في المنطقة، بعد إنفاق أمريكا ثلاثة تريليون دولار على العراق، وخسارة آلاف القتلى، وبما لديه من ثروات هائلة، وموقع جيو سياسي مهم صار جزءً من الأمن القومي الأمريكي، ولابد من طرد إيران من: العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا، بأي وسيلة، وتقليم أظافر إيران في المنطقة، وإرجاعها إلى القمقم، وعدم السماح بقيام نظام ديني (ملالي) له ميليشيات عابرة للحدود.
قبل أيام أجرت قناة العربي الفضائية لقاء مع وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو، وكان من ضمن الحديث العلاقات الاستراتيجية الإيرانية الإسرائيلية، وتعجب ما يجري الآن بين إيران وإسرائيل، وأضاف أنه طوال الحرب العراقية الإيرانية ولمدة ثمان سنوات، كان توريد الأسلحة من إسرائيل لإيران، قلت: من خرب العلاقة هو قاسم سليماني، كما صرح بذلك توماس فريدمان في نيويورك تايمز في مقال له بعنوان: (قاسم سليماني ملك الحسابات الخاطئة) حيث استعدى إسرائيل بعد أن منحته أربع عواصم عربية، أقول معلقا: كم حجم غباء الحركات الإسلامية عندما اعتبروا ولا زالوا يعتبرون أن إيران وسوريا محور مقاومة وممانعة، وبينما تساعد إسرائيل إيران يقفون ليعزوا بها قتلاهم، يا للغباء أو يا لله وحسبنا الله ونعم الوكيل …