هو السياسي محمد بن عبد الكريم الخطابي، ولد في عام 1882 في مدينة أجدير المغربيّة، يمتلك سيرة سياسية وعسكرية مملوءة بالكثير من المواقف البطولية، وهو قائد عسكريّ، وكما ترأس قيادة حركة المقاومة الريفية التي ثارت ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي في المملكة المغربية، وفي أوائل القرن العشرين اشتهر الخطابي بقيادته للحركات التحريريّة. تنحدر أصول محمد الخطابي من الريف، ونشأ وترعرع في كنف والده الذي كان يعمل قاضياً لقبيلة الخطابيين من بني بودشار، وحظيت الأسرة بمكانة مرموقة لما تتمتع به من علم ودور سياسيّ في الدولة، إذ شغل رجال هذه القبيلة مناصب كبيرة في كل من الريف الأوسط والغربي في المجالات القيادية والقضائية، ويعود له الفضل في تأسيس جمهورية الريف. التعليم بدأ محمد الخطابي حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم والتعاليم الدينية في مسقط رأسه مدينة أجدير، والتحق بمدارس مدينة تطوان وانتقل بعدها ليكمل تعليمه في إحدى مدارس مدينة فاس مدرسة العطارين، حصل الخطابي على شهادة الباكالوريا الإسبانيّة من مدينة مليلية، والتحق بعدها بجامعة القرويين في مدينة فاس المغربية للحصول على شهادة البكالوريوس فتتلمذ على يد كوكبة من علماء الدين والسياسي ومن أبرزهم عبد الصمد بن التهامي ومحمد بن التهامي ومحمد الكتاني. وفي عام 1908م تم تكليفه ببعثة سياسيّة من قبل والده عند السلطان عبد العزيز حيث أظهر خلال هذه الفترة مؤازرته لبني ورياغل في الوقوف في وجه الجيلالي بن ادريس الزرهون بو حمارة الذي كان يشكل تهديداً مباشراً وخطيراً على الوحدة المغربيّة، وكان ذلك في الفترة التي سبقت استعمار فرنسا وإسبانيا للمغرب، وعاش المغرب في تلك الفترة ظروفاً سياسة صعبة للغاية تركت أثراً في التاريخ المغربي، واختتم الخطابي حياته العلمية الجامعيّة في إسبانيا في مدينة شلمنقة فحصل على البكالوريوس بالقانون الإسباني خلال ثلاث سنوات. بدأ الخطابي مسيرته المهنية في عام 1907م بالتدريس في مدينة مليلية إذ دأب في إفادة الفئة المسلمة في تلك المدينة حتى عام 1913م، وأتقن اللغتين الإسبانية والأمازيغية إلى جانب العربية، وحفزه ذلك على الانخراط بالعمل بالترجمة والكتابة في الإدارة المركزيّة للشؤون الأهليّة في مدينة مليلية، ومع حلول عام 1910م امتهن الصحافة في الصحيفة اليوميّة الإسبانية تيليغراما ديل ريف باللغة الإسبانيّة، وكتب بتلك الصحيفة بعمود يومي خُصص له للكتابة به باللغة العربية، ومع مجيء عام 1913م عمل الخطابي قاضياً وارتقى بعد ذلك إلى قاضي القضاة في ظهير شريف. النفي والوفاة أصدرت السلطات الفرنسية المستعمرة للمغرب قراراً ديكتاتورياً بنفي الخطابي وأسرته لجزيرة لاينيون، وبعد مرور عشرين عاماً على نفيه قررت السلطات نقل الخطابي وأسرته إلى فرنسا، وخلال نقله إلى فرنسا حطّت الباخرة في منطقة بورسعيد فطالب الملك فاروق بمنحه حق اللجوء السياسيّ، وجاءت الموافقة على ذلك على الفور، وأقام في الأراضي المصرية حتى وافته المنية في العاصمة المصريّة في السادس من شهر فبراير عام 1963م، ووارى جثمانه ثرى مقبرة الشهداء في القاهرة