أزمات "حزب الله" تلاحقه من مكان الى آخر، ليس على الصعيد العسكري والهزائم التي يُمنى بها في سوريا فقط، بل أيضاً على صعيد الكادر البشري وتحديدا في ما خص تهرّب عناصره من القيام بـ "واجبهم الجهادي" الذي تحوّل اسمه الى "واجب عزاء" في صفوف مُقاتلين الحزب في قرى الجنوب والبقاع.
◄صدمة الهروب الجماعي!
الفضيحة الجديدة داخل "حزب الله" تمثلت منذ يومين بهروب اكثر من 20 عنصراً من الحزب الى خارج لبنان، هربا من الحرب السورية بعد تهديدات وجهتها قيادة الحزب العسكرية الى هؤلاء تقضي بزجهم في سجون الحزب في البقاع، ومنعهم من كامل حقوقهم الحزبية، ومنهم من المستحقات المالية والخدماتية، والأمر الذي أدهش قيادة هو لدى معرفتها بأن أحد نواب حزب الله البارزين هو من يقف وراء تهريب هذه العناصر، من خلال مكتب سفريات يُديره احد اشقائه المعروفين بتزوير جوازات السفر والتأشيرات الى بلدان اوروبية.
أمن (حزب الله) لم يستوعب الموضوع بعد، وهو يبحث عن مزيد من أسماء عناصر لم يلتحقوا بعد بأماكن خدماتهم، من بينهم ابن شيخ معروف في وسط الحزب في منطقة الجنوب، يُقال بأنه احد سماسرة نقل العناصر من الحزب الى خارج لبنان بالتعاون مع مكتب السفر المذكور مقابل ـلفي دولار أميركي عن كل عنصر!
◄إيقاف عائلات الفارّين!
وفي هذا الصدد أوقف أمن الحزب خلال اليومين المنصرمين عدداً من أفراد عائلات العناصر الفارة، وقامت بالتحقيق معهم ولم تُخلِ سبيلهم إلا بعد توقيعهم استمارات تعلن تبرئهم من أبنائهم وتعطي الحزب حق استعمال كافة الاجراءات بحقهم، من ضمنها نفيهم من قراهم وبلداتهم وأماكن سكنهم التي تقع ضمن نفوذه.
ومنعا من حصول حال من الإرباك في صفوفه، أصدرت قيادة (حزب الله) مؤخرا إشعار الى كل عناصرها، يفيد بإلقاء القبض على مجموعة عناصر كانت تحاول بيع أسلحة لـ"الجماعات" المسلحة في سوريا، وقد جرى توقيفهم في مطار بيروت أثناء محاولتهم الهرب من خارج لبنان، لكن المعلومات التي حصلت عليها "اورينت نت" تؤكد أن أي عنصر لم يُلقَ القبض عليه، وأن كل ما أشاعه الحزب كان من باب الضغط، على أي عنصر يمكن أن يلجأ إلى الهرب، وأكثر من ذلك فقد وعدت القيادة بزيادة رواتب العناصر المنضبطة، كما رفعت من تعويضات القتلى في صفوف عناصرها من خمسين مليون ليرة لبنانية الى سبعبن مليون، والجرحى الذين توصف حالتهم بالحرجة من عشرين مليون الى ثلاثين.
حالة فزع!
هي حالة فزع تعيشها عناصر حزب الله هذه الفترة، في ظل الخسائر الفادة التي تتكبدها عناصره في القلمون والغوطة ودرعا واليوم في الزبداني حيث اعلن في اليوم الاول للمعركة عن سقوط ما يقارب العشرين قتيلا، ومن هنا بدأ اهالي العناصر يرفضون عودة ابنائهم الى القتال بعد كل مأذونية يحصلون عليها. حتى ان والد قتيل كان سقط في القلمونن هدد ابنه الاخر بقتل نفسه ووالدته في حال عاد الى القتال وحمل امين عام حزب الله حسن نصرالله مسؤولية اي اذى يتعرض له نجله كما هدد بفضح امر أبناء المسؤولون في الحزب الذي جرى تهريب بعضهم الى خارج لبنان ونقل بعضهم الاخر الى اماكن لها طابع مدني داخل لبنان وفي ايران.