مع قدوم عام جديد,نتمنى ان يكون خيرا من سابقه,ولكن تأبى الوجوه التي تسلطت علينا سواء تلك التي انتخبناها,او التي فرضت علينا وعلى امتداد سبعة اعوام,إلا ان تكون السنوات نسخ عن الاصل (صاحبها بعض الشوائب-نفاذ الحبر) من فساد مالي وإداري وتفاقم الماسي من قتل وتشريد وتدمير وتدنى الخدمات ان لم نقل تعطلها.
كنا نأمل بان يكون العام الحالي 2017 نهاية الفترة الانتقالية المليئة بالماسي,فكانت المعوقات من كافة الاطراف ,فالدستور رغم اخذ الوقت الكافي لكتابته,وسفريات اعضاء الهيئة شملت بعض البلدان للإطلاع على دساتيرها وإمكانية الاستفادة منها,إلا انه اتى وبه الكثير من العيوب التي حالت دون توافق مختلف الاطراف عليه,ما جعله يقبع في الادراج.
التشكيلات المسلحة بدلا من حلّها وتنسيب اعضائها الى السلكين العسكري والأمني وفق اتفاق الصخيرات المفروض بالقوة,فإنها لا تزال تصول وتجول,اكتسب بعضها الشرعية من مجلس رئاسي يفتقد الى الشرعية,ينفذ اجندات الدول الاجنبية التي فرضته على الساحة الليبية,وأمعنت في اهانة وإذلال الشعب بأن مددت له الى اجل غير مسمى,في حين لا تزال بعض الميليشيات تمارس البلطجة وسلطات العاصمة تغض عنها الطرف,فقد يتم استمالتها لاحقا.
وفي دلالة واضحة على ان محافظ البنك المركزي يحظى بمباركة القوى العظمى,فانه لا يزال يمارس عمله رغم تكليف خليفتين له من قبل مجلس النواب,السلطة التشريعية الوحيدة المعترف بها محليا ودوليا,لقد رفع المحافظ الكرت الاحمر في وجه الشعب دلالة على الوضع الاقتصادي المتردي,المتمثل في ارتفاع اسعار السلع وانهيار العملة المحلية,بينما نجده يستخدم الكرت الاخضر لفتح العديد من الاعتمادات للتجار بسعر الصرف الرسمي,لأجل الاستحواذ على اكبر قدر من المال العام وإفراغ خزينة الدولة,بينما في احسن الاحوال يجلبون مواد لا حاجة للمواطن بها,او قد تكون بالأساس شارفت صلاحيتها على الانتهاء,وبخصوص الرقابة الادارية وديوان المحاسبة,فإنهما يغضان الطرف ان لم نقل شريكان في الجرائم المالية,بينما النائب العام افصح عن بعض الحقائق لم تؤدي الى نتائج ملموسة تساهم في انخفاض مستوى الجريمة والعبث بالمال العام,وأحجم عن اخرى,فالرجل يدرك مدى حساسية عمله وعنجهية القوى المحيطة به,فآثر السلامة على الخوض في غمار حرب قد تطيح بمستقبله,فيصبح هشيما تذروه الرياح.
يجري الحديث عن اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام 2018,يشكك البعض في امكانية حدوثها,فالأوضاع الامنية لا تشجع على ذلك,والخوف من المال الانتخابي وعدم نزاهة الانتخابات,وعما اذا كانت ستجرى تحت رقابة الامم المتحدة ام لا.
البشر الذين يتصدرون المشهد,ورفاقهم الذين ابعدتهم الظروف لبعض الوقت,انما يأخذون فترة نقاهة نعتبرها"استراحة محارب",سيكونون دون سواهم المؤهلين لدخول السباق الانتخابي,لما يمتلكونه من مال وجاه وسلطان,ولهم اجنحة عسكرية(ميليشيات)تمكنهم من تحقيق مآربهم مهما كانت الظروف.
وبعد,ان البشر تشابه علينا,لم نعد نفرق بينهم,فهم شركاء في ايصالنا الى الوضع الحالي, فالانتخابات ان لم تجرى وفق المعايير الدولية المتعارف عليها لن تكون إلا عملية تدوير للوجوه الحالية الممعنة في الفساد والإجرام.
ليس امامنا الى التضرع الى الله بان يكون العام 2018 خيرا على الشعب الذي يتجرع عذابات بني وطنه.