"العلمُ صيدٌ والكتابةُ قيدٌ".*ابن الجوزي.

إننا لا نَكْتُب لِمجرد الكتابة..

إننا نكتب لِنرى!

نَكْتُب لِنُحِس ونكتُب لنشعر..

ولِنتذوّق نكهة الحياة والمعرفة بِكُل مكوناتِها.. وإن كانت عذبةً أحياناً ومرةً أحياناً أخرى.. لكن الأكيد انها مثيرة للدهشة وموقدة لنار الفكر في كلِّ أحوالها. 

حين نَكْتُب فإن أقلامنا تتحول إلى آذانَ تنصت وإلى عيون تُبصِر؛ وإلى عقولٍ تستنير وإلى قلوب تَنطِق؛ وإلى أرواح تسمو وتعرُّج إلى ملكوت النور والإدراك الواعي .

ونحنُ حينَ نكتب نكشِفُ بكامل إرادتنا ورغبتنا، عن أكثرِ مخاوفِنا ضراوةً وعن أكبر تطلعاتنا حضوراً في أذهاننا.. إننا حين نَكْتُب نكشف الفكرة ونُعرّي الشعور ونفهم ذواتنا أكثر..

وإن كنّا بالقراءة نعرف ونستنير؛ فإننا بالكتابة نحيل هَذِهِ المعرفة إلى تفاصيلَ دقيقة مضمنة على شكل شبكة من المعلومات المرتبة؛ فتتحول من أفكار مجردة وعموميات تسبح في فضاء الفكر.. إلى خطط موضوعية مدروسة مفصلة و قابلة للتنفيذ..