"الحياة ليست عادلة" هكذا يتكلم بعض الناس، بسبب تفشي الفقر والظلم بين الكثير من الناس، أو لأنه قد يجتهد كثيراً دون أن يحقق أي نجاح. هذا الكلام يبدوا ظاهرياً صحيحاً ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك؛ لقد وضع الله لهذه الحياة قوانين تضمن حصول كل إنسان على حقه في الدنيا ولو بعد حين، ومهما ازداد الظالم في ظلمه فإن نهايته تكون مؤلمة في الدنيا، بخلاف عقوبته في الآخرة؛ {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيَامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كَانَ مِثقَالَ حَبَّةٍ مِّن خَردَلٍ أَتَينَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[1].

لقد وضع العديد من العلماء عدة قوانين متعلقة بسلوك وأفكار الإنسان، في حين لم يتم الاهتمام الكافي بتلك القوانين الربانية التي وضعها الله للناس ليدركوا كيف تسير الحياة وكيف تتحقق النتائج، وقد سماها الله (السُنن) ووعد أنها لا تتغير ولا تفرق بين الناس إلا وفقاً لأعمالهم؛ {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}[2].

يقول ستيفن كوفي: "أعتقد أن المبادئ القويمة هي قوانين طبيعية وأن الله تعالى - خالقنا جميعاً – هو مصدرها وهو مصدر ضميرنا ... هناك أجزاء من الطبيعة البشرية لا يمكن الوصول إليها من خلال أي تشريع، ولكنها تتطلب قوة الله للتعامل معها، لأن البشر لا يستطيعون بأنفسهم الوصول إلى حد الكمال". أما وين داير فيقول: "ينبغي أن نؤمن أن هناك خالق عظيم لهذا الكون وأن نؤمن بقدرته وحكمته وإحاطته بكل شئ".

في كتاب "حظك من السماء" تم عرض بعض تلك القوانين الربانية وكيفية الاستفادة منها لتحقيق أهدافك وبأقل مجهود ممكن، وتطبيق هذه القوانين عملياً من خلال بعض القصص الواقعية، حيث يجمع الكتاب بين المنهج الشرعي وبين النظريات الإدارية الحديثة في فهم تلك القوانين وتأثيرها على حياتك وتحقيق أحلامك.

المؤلف د. محمد رجب

[1] الأنبياء، 47                                                                                             

[2] فاطر، 43