كل عام يمر تزداد مأساة المواطن,ساستنا يتساقطون اخلاقيا الى الدرك الأسفل,استولوا على القاع,جباههم لا تندى,فالدماء التي تسري بعروقهم هي الدماء التي ساهموا في اراقتها من اجل ان يتبوءوا المراكز العليا في البلد,وينفذوا تعليمات اسيادهم الذين آووهم على مدى عقود,لأجل تخريب البلد ونهب خيراته,البعض قرر العودة الى المهجر حيث اكتفى بما تحصل عليه من مال وجاه,والبعض الاخر لا يزال يسعى وبكل ما اوتي من قوة ورباطة جاش للحصول على المزيد,لم يعد هناك رقيب ولا حسيب,اما عن (الضمير) فالبعض قد تم نعيه, والبعض الاخر لا شك انه في غرفة انعاش يحتاج الى صدمة قوية.

الجيش الليبي (السنوسي)اسسه الانجليز لمحاربة الطليان,ووعد الامير بالاستقلال وتسلم السلطة وكان له ذلك رغم خسارته الانتخابات,وفي العام 2011 دمر الانجليز ومعهم الناتو وبعض الاعراب,الجيش الليبي وأعيدت ليبيا الى الوصاية مجددا بوضعها تحت الفصل السابع,واليوم الغرب وأذنابهم يحاربون قيام جيش وطني قوي,ويسعون الى تقوية الميليشيات لان تكون النواة لجيش ليبيا الجديدة,ضمن الشرق الاوسط الجديد.

يصر الغرب على ان يظل اتفاق الصخيرات هو المرجعية رغم مرور سنتان على فرضه. العملة المحلية تتهاوى,ورغم ذلك يتشبثون بمحافظ البنك المركزي المعزول لأنه وبكل بساطة ينفذ اجنداتهم والهدف هو اللجوء الى الاستدانة من البنك وصندوق النقد الدوليين,لم تعترف البعثة الاممية ودول الجوار الفاعلة وأذنابهم(الرئاسي ومجلس الدولة والمحافظ المعزول وقادة الاحزاب السياسية-المسلحة) بالداخل بانتخاب محافظ جديد للبنك المركزي لأن اجراءات انتخابه تخالف مقررات الصخيرات,والهدف هو استمرار المعاناة عاما اخر على الاقل.

تباكى الغرب وأذنابهم على عملية بيع البشر(الافارقة)وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها,رغم انهم يدركون ان من قاموا بتلك العملية هم نتاج تدخلهم في الوطن فبعد ان نضب المعين(خزينة الشعب)التجأت الميليشيات الى تجارة الرقيق لتغطية العجز في ميزان مدفوعاتها,بينما لم يلتفتوا الى نازحي تاورغاء في مختلف ارجاء ليبيا وخاصة سكان مخيمات (الفلاح)بالعاصمة (وقد تم ازالة اخر كوخ منذ اربعة عقود) وما يعانونه من سوء المعيشة,سكنا وغذاء وخدمات عامة خاصة مع هطول الامطار وبرد الشتاء وحرارة الصيف.

سفراء الدول الغربية يستقبلون استقبال الرؤساء من قبل زعمائنا فهم من يملون اراءهم,وما على مستقبليهم إلا السمع والطاعة,ولقد بلغ الاستخفاف بالسلطات العليا في البلد الى درجة ان السفراء يتعاملون مباشرة مع رؤساء مجالس بعض البلديات وكأنها كيانات تتبعهم,بل يقومون بالمصالحة بين القبائل والمكونات الاثنية!.

ترى ماذا يقول ساسة الغرب والدمى التي يحركونها من عرب الجوار وأذنابهم بالداخل,في ذكرى الاستقلال عن تدني الخدمات الصحة والتعليمية بل تكاد تكون معدومة ببعض المناطق, والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي ومشتقات النفط من بنزين وديزل اضافة الى الغاز ومياه الشرب,اننا نعيش وبكل بساطة حياة البداوة قبل الاستقلال 1952 م,حيث توجد الكثير من الاسر لم تستطع تعليم ابنائها بسبب الازمات الراهنة,بعد ان تم ومنذ سنوات القضاء على الامية تماما,كما ان بعض الاسر لم تعد قادرة على توفير المواد الاساسية للعيش.

الذي لاشك فيه ان الغرب بفرضهم الفصل السابع,يريدون ان تكون لهم الكلمة الفصل في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية,وان رفعه لن يتم إلا عندما تتأكد تلك القوى ان الاذناب سيكونون على راس السلطة,فالحديث عن انتخابات رئاسية وبرلمانية في هذه الظروف انما هي محاولة الى اعادة تدوير متصدري المشهد السياسي الحاليين.

انه الاستعمار الحديث الذي سعى وعلى امتداد الاعوام السابقة على بث الفرقة بين ابناء الوطن, وإحداث شرخ في النسيج الاجتماعي.واخاله قد نجح الى حد بعيد,فالجرائم التي ارتكبت ولا تزال,لا تسقط بالتقادم,وإقامة الدولة المدنية ليست سهلة المنال.

هنيئا لمتصدري المشهد بعيد الاستقلال,ولعامة الناس جميل الصبر والسلوان.