بالنظر إلي حالنا اليوم ، نحن وبكل أسف ، لسنا مسلمين ، نحن بعيدون كل البعد عن نيل هذا الشرف العظيم ، شرف الإسلام ، فحين اشاهد المسلسل التلفزيوني قمر بني هاشم -المحبب إلي قلبي- أو غيره من المسلسلات الدينيه ، وحين أقرأ كتاباً عن صاحبته صلي الله عليه وسلم ومن اتبعوه وصدقوا به واسلموا وتحملوا كل هذا البلاء ، ليشتد عجبي ، كيف هم كانوا علي الباطل وتمسكوا بالحق ، رغم شدة وقسوة قريش ، رغم رفضهم التام لأي تعايش بينهم وبين المسلمين ، رغم الحصار الذي فرضوه عليهم ورغبتهم في مقاتلتهم ، وحتي انهم لم يتركوهم امناء في أرض النجاشي ، بل أرسلوا في طلبهم ، رغم كل هذا القهر والاستعباد والتضييق إلا انهم تمسكوا بدينهم ، وصدقوا المصطفي صلي الله عليه وسلم واطاعوه ونالوا شرف حضرته، اما نحن اليوم ، فلا تجد من يجبرك علي ترك دينك ، او يلزمك بديانته ، لاتجد من يقهرك ويلزمك الدين بالسر ، بل أنك تري المساجد آلاف علي الطرقات وتري المسلمين في زيادة وكثره ومع كل ذلك فنحن علي حق وتمسكنا بالباطل ، نحن نبعد كثيراً عنهم ، وهم سبقونا فقط بما يزيد عن ألف وأربعمائة سنه ، ولكن الفرق واضح فيما فعلوه ونحن نفعله .

أخبرني متي كانت اخر مره دخلت بها المسجد -في غير رمضان- ووجدت به خمسون شخص او اكثر ، متي رأيت آذان يؤذن في مدرسه وطلاب يصلون ، متي رأيت شاب صالح يغض بصره ويتقي الله ، متي رأيت شابه ملتزمه خلقيا وترتدي ما امر به الله وتحفظ نفسها ،  متي رأيت احد يخرج كل ما يحمله من نقوض لله دون تفاخر ، متي رأيت علاقة محبه في الله بين شخصين دون مصلحه ، متي ذهبت إلي قضاء أمر في مُنشأه ولم يغمز لك المسئول لتدفع له رشوه ، متي رأيت ابن بار بوالديه ، وابوان صالحان يربيان ابنائهم علي طاعة الله ، هيا ، لما لم تتذكر ،  لان حالنا وصل لدرجه ميؤوس منها من الانحلال الاخلاقي والبعد التام عن الدين ، فالاسلام لدينا أصبح مجرد كلمه توضع علي الهويه بجانب كلمة ديانه ، فقط لا غير ، كلمه وليس فعل.

ولكن انت بيدك الفعل ، انت بيدك ان تبدأ بنفسك وتغيرها للأفضل ، ان تضرب بكل ما يفعلون عرض الحائط وتختلف ، تختلف عنهم في اتباعك لدينك وترك فتن الدنيا ، تختلف بأنك لست مسلم علي ورق ، بل مسلم بالقول والفعل .

H..E