يظن البعض أن المسلمين عامة والعرب خاصة ليسوا سوى بدائيين، متخلفين، همج، ولايصلحون لأي شيء إلا الاستهلاك. لكن مايحصل الآن فعلاً في الإمارات العربية المتحدة وتحديداً شركة طيران الإمارات أمر مختلف تماماً.

حيث يعتقد أحمد صفا، نائب الرئيس الأول لخدمات الدعم الهندسي في طيران الإمارات، أن كل ما تراه في مقصورة الطائرة يجب أن يكون مصنوعاً خصيصاً لها، وهذا ماتفعله الشركة بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وقال صفا: "نعمل منذ العامين الماضيين وإلى يومنا هذا على استكشاف طرق الطباعة ثلاثية الأبعاد لقطع غيار الطائرات لأنها تقنية تحويلية يمكن استخدامها لتحقيق زيادة في الكفاءة والإنتاجية".

أحدث قطعة طبعتها أو صنعتها الشركة هي أغطية تسمح بدخول وخروج شاشات الفيديو، بواسطة تقنية التلبيد بالليزر SLS كونها تنتج قطع أخف وزنا وأقل تكلفة بنسبة 9%-13% من طريقة النمذجة بترسب الانصهار FDM .

والأفضل من ذلك أن الأجزاء الأخف وزنا تؤدي إلى خفض انبعاثات الوقود، تقليل التكلفة والوقت، وطباعة أكثر من جزء واحد في وقت واحد، مما يقلل من نفايات المواد الخام ويسرع الإنتاج.

ونتيجة للقدرة على إنتاج المكونات بسهولة عند الطلب تزيد كفاءة إدارة المخزو،. وهذا يقلل من الحاجة إلى مخزون كبير ومايسببه من تقليل لقيمة المنتجات نتيجة مرور الزمن والهدر الناتج من الجرد.

استخدمت الشركة طابعة ProX SLS 500 التي صنعتها شركة 3D SYSTEMS والمادة التي استخدمتها هي DuraForm ProX FR1200 وهو نايلون أنتجته نفس الشركة خصيصاً لهذه الطابعة التي تستخدم تقنية التلبيد بالليزر الانتقائي (SLS).

https://www.youtube.com/watch?v=RhiwEk2_gNs

"تعاملنا مع مختلف الموردين لتطوير نماذج من القطع المطبوعة ثلاثية الأبعاد، ولكن قررنا العمل مع 3D SYSTEMS و UUDS-شركة مختصة بتصميم الاكسسوارات الخاصة بالطائرات- حيث بفضلهما طبعنا أجزاء خفيفة الوزن لمقصورة الطائرة دون التأثير على سلامة الهيكلية أو جاذبية التجميل" كما يقول صفا.

بعد الطباعة، تخضع القطع لاختبارات الجودة والمتانة والاشتعال والاختبارات الكيميائية...الخ، وهي الآن في طور الحصول على شهادة إيسا من أجل صلاحية هذه القطع لاستخدامها مباشرة في طائراتها. وستستكمل شركة طيران الإمارات بتصميم وتصنيع الأجزاء والقطع بعد الموافقة.

وهذه القطع ليست الوحيدة، فالشركة بدأت بتطوير تصميم مجاري الهواء داخل مقصورة الطائرة بالتعاون مع المطورين لطباعتها فيما بعد. وتأمل أيضاً في مواصلة المزيد من الفرص لإدخال مكونات مطبوعة ثلاثية الأبعاد عبر عملياتها.