بينَ العلم والمصالِح والعاطفة يقِف المبدئ حائراً كسيراً خائفاً مهشم الجناحينِ..

طالت به الأمد بسنين عجافٍ كسنينِ يُوسُف؛ وتعثَّرَ بخطوِه ببعض الجهلاء بحالِه وماضيه ومآلِه؛ فأخذوا يكيلون لَهُ النصائحَ بكلِّ مكيال ثمّ تحولت تلكَ النصائح بِقدرةِ قَادِرٍ إلى شتائم..

وساعةً يصبحون هم الناصحين وساعةً يصبحون هُمُ المسوّلين.. وساعةً أخرى ينقلبون إلى الساخرين بذلِك السفيه من وجهة نظرهم؛ فتارةً يرونهُ مضيعٌ لأثمن الفرص وتارةً يرونه ذاك السَاذَج الذي يرى الجميل فيما لا جمالَ فيه..

وبين ذَلِكَ وذلك ضاعَ المبدأ وجاعَ وانتهكت حقوقه؛ وعندما أرادَ المبدأ الإستسلام وإعلان الإنسحاب؛ صارَ خائناً للعهد ناكِراً للمعروف والعشرة..

أترى حينَ أفقؤ عينيكَ ثمّ أثبت مكانهما جوهرةً أترى؟ هي أشياء لا تُشترى..