انشأ كلٍ من جودي دوركين وجويس سيريد دورة لمؤسسة هاوالند الأسرية بعنوان "دور الأسر لدعم التعلم الاجتماعي العاطفي"، وقد بدأت بعام ٢٠١٣ الى فبراير ٢٠١٦ .وتهدف الدوره الى تنمية قياده بالغين منطقة مينيسوتا لفهم التعلم الاجتماعي والعاطفي والتحقق من جميع الثغرات بإنهائها. كما تعتبر هذه السلسلة من موجزات الدورة التي تمول من قبل البالغين لمساعده الناس على فهم وتأييد وإيصال مفهوم التعلم الاجتماعي والعاطفي في مجموعة مختلفه من وجهات النظر والمحيط الاجتماعي..

يركز كلٍ من )بليث و أولسون ووكر ٢٠١٧ )على المجال العاطفي والمجال الانفعالي ومجال التواصل الفعال . وتعتبر الأسره المكان لجذب البالغين للتعلم الاجتماعي العاطفي من خلال مواجهة عده اساليب وأدوات تعمل معاً والسياق الأول للتنشئة الاجتماعية التي توفر لأطفالها فرصه للتجربة وممارسه جميع المجاالت الثالثة في سياق غالباًمايكون آمن ومساند ومتسامح ومحب بالقيود او شروط. كما اشار كل من ) داهل، ٢٠١٥؛ و رينغولد، ١٩٨٢ )ان الأطفال يطورون انفسهم من خلال التفاعالت العائلية اليومية، فنجد ان مرحلة االطفال خلال سنوات الدراسه المتوسطة لم تحظى باهتمام مكثف من قبل الباحثين.

يحتاج البالغين الى أساس قوي لكي يكونون على اتم استعداد والتزام للتعلم داخل المدرسة وخارجها. فالوقت الذي يقضية البالغ خارج المنزل يعتمد على تجاربه الأساسية التي تم تطويرها في محيط الأسرة، مما يكمل ويدعم المهارات التي يجلبها البالغ الى كل تجربة جديدة تتناقض مع ماعاشه في المنزل. كما يتطلب من البالغ في كلتا الحالتين كشف أوجة التشابه واالختالف وتحديد أفضل السبل التي تدرج الشعور المجتاح بالنفس. فيجب فهم الأساس الفريد لكل بالغ لدعم وتطوير انفسهم على هذا الاساس.

فتعتبر الأسرة القوام الأول لتدريب واكتشاف المشاعر والكون في العلاقات. كما توفر إمكانية اكتشاف المهارات العاطفية والاجتماعية وتوعيتها وتعليم البالغين بكيفية التنقل في تجارب البيئات المختلفة والتي تشمل محيط خارج المدرسة. فتركز هذه المقاله على البالغين في مرحلة المتوسطة وكيفية مساعده الآباء بتطوير وصقل مهاراتهم في الوقت الذي ينغمس فيه آبنائهم في تشكيل هويتهم واستشعار عاطفتهم واختيار األشخاص وتكون العلاقات الحميمية. كما تستكشف المقاله الطرق التي تدعمها الأسر وتروج لها في المدارس الإعدادية من خلال تقديم بعض الأمثله على الفرص التي تتيحها الأسر من أجل دعم التنمية الذاتية في إطار قيمها ومعتقداتها الثقافية والدينية. كما تختم المقاله ببعض الإقتراحات والاستراتيجيات للموظفين البالغين الذين يختلطون مع محيطات اجتماعية متنوعة .

كيف تدعم الأسر التعلم العاطفي االاجتماعي يعتبر تزويد الطفل بفرص مناسبة لسنه ودعمه لتعلم كيفية النجاح والمساهمه مع الغير خارج الأسرة من الأفتراض المتأصل في التربية الصالحة. كما تبدأ عملية اكتساب هذه المهارات في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر من خلال التفاعلات اليومية والمحادثات والتعلق والشعور والدعم، فكل جزء يتجزأ في سياق ثقافة الأسرة والحياه الأسرية اليومية..

يتم تدريس البالغين من قبل الآباء وأفراد الأسرة الآخرين بإعتبارهم العامل الرئيسي في المجتمع المعايير الاجتماعية والقيم والسلوكيات الازمة ليصبحو أعضاء فعّالين في المجتمع (بريم،١٩٦٦). فتلعب القيم الأسرية والثقافية الهامة دوراً هاما في مساعدة الأطفال على تجربة وتفسير العالم من حولهم. فتساعد الأسرة البالغين على الشعور بمشاعرهم وتطوير القدرة على الوعي الذاتي وتعلم كيفية ضبط وتنظيم المشاعر وتطوير وفهم العلاقات مع الأخرين وتعزيز المهارات الاجتماعية للحفاظ على هذه العلاقات وتعزيز المهارات المعرفية اللازمة لمعالجة المهام وتحقيق الأهداف.

فيكتسب الطفل العادات والمهارات طويلة الأمد من المنزل. إذا اصبحت العادات السيئة جزءا كبيرا مما نقوم بة كبالغين، فإن ذلك يعود الى إن الأسرة تلعب دورا أساسيا في تحديد المعايير السلوكية والقيم الاجتماعية للبالغين وكيفية التعامل والرد على الآخرين خارج المنزل. على الرغم من أن الطرق التي يدعم بها الآباء والأسر للتعلم الاجتماعي والعاطفي لدى الشباب لا يكون في الغالب مقصودا أو محددا على أنه دعم التعلم الاجتماعي والعاطفي، فعندما تتفق القواعد والقيم الثافية المستحدثة في الأسرة مع تلك المتوقعة خارج الأسرة فإن البالغين مستعدون لتعلم ذلك ومع ذلك نجد ان معظم الشباب لايجدون تطابق في ذلك. ويتيح التعلم الاجتماعي العاطفي للشباب والمعلمين وغيرهم فهم القيم الأسرية وكيفية تعزيز رابط الأسر ودعم البالغين دعماً فعالا لنموهم وتعلمهم.

تعزيز مبداء الاختراع من خلال التواصل الاجتماعي

الأسرة هي أول بيئة اجتماعية للطفل ومن خلال إطار السياق الثافي للأسرة يتعلم الأطفال بسرعه ماهو متوقع منهم ويتعلمون مايعنيه أن يكونوا جزء متجزء داخل المجتمع. كما تؤثر الأسر على تفكير الأطفال وسلوكياتهم عن طريق الإشادة بالموافقة أو التصحيح لإظهار عدم الموافقة. ويشيد (هيموفيتز و دويك، ٢٠١٦)، على جهود الأسر لتأكيد المثابرة لتقدم الاستراتيجيات لتعزيز التعلم، وقد وضح (كلير،٢٠١٦) الطرق التي تعبر بها الأسر بالثناء والدعم والمشاركة مختلفة الاستراتيجيات من أسره لغيرها. فتهيئ الأسر فرصا للشبابها معتمده لتعزيز قيمهم وطقوسهم الثقافية. فكر بطقوس عائلتك؟ ماذا تفعل من دون تلك الطقوس؟ ماذا لو كانت تلك الطقوس غير موجودة كيف كانت الأمور ستكون عندما تكبر؟ ابتدائاً من نزع حذائك عند دخولك للمنزل الى تفريش اسنانك قبل او بعد تناول وجبة الإفطار الى فتره تعلمك لكيفية صيد الأسماك وإخراجها من البحر، غالباً تكون من الصغر. وسرعان ماتدرك أن الطقوس العائلية مشتركة لمعتقدات الأسرة الثقافية والدينية؛ فتجد إنك تفعل ماتفعله في المنزل فتنزع حذائك قبل دخول منزل زميلك. كما تشجع الأسر التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال القواعد والروتينات والتوقعات الضمنية داخل الأسرة وكذلك من خلال تجارب التعلم المتعمد التي تنشئها الأسر لشبابها.

تربية الوالدين:

تتم عملية التنشئة االجتماعية لألجيال بشكل ضمني ومتعمد. تعتبر التنشئة الاجتماعية الأسرية الضمنية من خلال احتفال العائلات بالأعياد والمشاركة في المناسبات المجتمعية والتطوع لمساعدة الآخرين بطرق تتفق مع المعتقدات الثقافية والدينية. فتضع الأسر المعايير والمواقف والسلوكيات التي تشكل الأساس لقيم أطفالها كما توفر التربية الاجتماعية الضمنية الأساس لكيفية تعايش الشباب للعالم الخارجي وفهم ما هو متوقع منهم على سبيل المثال؛ السلوك. إن التمايز الأسري الضمني يشبه خلق تجارب التعلم اليومي الذي يساعد البالغين على تطوير مهاراتهم واستراتيجياتهم لتحقيق النجاح على المدى الطويل ووضع توقعات واضحة وتنفيذ مستمر واتصال ثنائي الاتجاة من أجل الفهم.

على الرغم من أن الأطفال يتعلمون من خلال مراقبة وتقليد الآخرين قد يكون التعلم الضمني ضروريا ولكن ليس كافيا لتعزيز كفاءات التعلم الاجتماعي العاطفي. ويشير التواصل الاجتماعي الأسري المتعمد إلى خبرات التعلم المصممة لتعليم الأطفال بوضوح المعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لكي يصبحوا اكثر إعتماداً على أنفسهم ويختارون الخيارات المناسبة بشكل مستقل. إن التنشئة الاجتماعية المتعمدة هي عندما تساعد الأسرة بشكل مباشر من خلال السلوكيات والتصرفات التي يفهم الأطفال من خلالها السلوك والتصرف المناسب. كما تعزز التنشئة الاجتماعية العائلية تنمية الكفاءات العاطفية الاجتماعية التي يحتاجها البالغين للتعايش في تجارب جديدة في بيئات مختلفة.

الجدول الأول: استراتيجيات الوالدين للانتقال إلى مرحلة ما بعد التضمين الاجتماعي الضمني إلى التنشئة الاجتماعية العائلية للأسرة

تعزيز مهارات التعلم الاجتماعي والعاطفي

التنشئة الاجتماعية المتعمده من قبل الأسرة

التنشئة الاجتماعية الضمنية للأسرة

المسؤولية، صنع القرار، الانضباط الذاتي

مراجعه بيان بطاقة الائتمان الخاصة بك مع اولادك قدر المستطاع حتى يتسنى لهم معرفة المبالغ المدفوعه لكل شهر.

استخدام بطاقة الإتمان

ضبط النفس، والانضباط الذاتي، ووضع الحدود .

أخبر أطفالك بكل شفافية أنك تتوقع منهم الانتظار حتى يبلغون سن ٢١ عاما لشربة وشربة يجب إن يكون بإعتدال. (علما بإنه محرم في ديننا الإسلامي)

احضار كأس من النبيذ على وجبة العشاء

تحديد الأهداف، الثبات، الانضباط الذاتي

اشرح لطفلك أنك تقدر صحتك وممارسة الرياضة وجعلها أولوية كل صباح يساعدك على الشعور بتحسن طوال اليوم.

الذهاب للجري كل صباح قبل الذهاب للعمل.

المسؤولية، حل المشكلات، العمل الجماعي

يشير إلى أن استخدام السيارات هو الخيار الذي يأتي مع المسؤوليات والفوائد: النفقات والمسؤوليات المشتركة، والفرص للمرونة.

استخدام السيارة

التعاطف، إداره العاطفة.

اشرح أن الأدوار والمسؤوليات الأسرية تتغير: تذكيرهم بالطرق التي يهتم بها أجدادهم عندما كانوا في الصغر.

زيارة الاقارب بدلا من التسامر مع الأصدقاء

يعزز تقدير التنوع، فهم وجهات النظر ، وفهم الأعراف الاجتماعية والسلوكيات.

شرح أنه من الجيد أن تحقق مع الضيوف لمعرفة ما إذا كانوا غير قادرين على تناول بعض الأطعمة بسبب القيود الصحية أو الدينية.

يخدم مجموعة مختارة من الخيارات النباتية في احتفال نهاية الأسبوع

ماذا يدعم التعلم الاجتماعي العاطفي في الأسر؟

الحياة الأسرية مليئة بفرص التعلم ويحتاج الشباب إلى فرص لاتخاذ الخيارات واختيار خيار واحد من بين الخيارات الكثيرة المتاحة لهم والتأمل في نتائج خياراتهم؛ فالأسرة هي المكان المثالي لحدوث التعلم. فعندما توفر الأسرة بيئة تشجع على المنافسة المبكرة يتعلم من خلالها الأطفال أن اتجاهات تبني مشاعرهم وسلوكياتهم ورفاهيتهم. تتركز جوانب التعلم الاجتماعي العاطفي على ثلاث جوانب هي السيطرة على الدوافع والمثابرة والتعاطف يتم اكتسابها خلال مرحلة الطفولة، وهي جوانب مهمة في رفاهية البالغين استناداً ل دريفرإت،٢٠١٥. وفيما يلي ثلاث أمثلة محددة للآباء والأمهات والأسر وهي:

التحكم بالمشاعر

يشير التحكم في الدوافع إلى قدرة الفرد على مقاومة الرغبة الأولية في التصرف كااستجابة لفكرة أو شعور، على الرغم من ان الاندفاع هو عنصر من المزاج يمكن للعائلات من خلاله مساعدة الأطفال على إدراك والتحكم بهذه المشاعر. عندما يصرخ الطفل او يضرب الآخرين يجب حينها ان يعرف الطفل إنة فعل شيء خطاء، ولكن عندما يتحدث الأب مع طفلة بإنه شعر بالإحباط ولم يتوقع هذا التصرف منة ويوضح لماذا هذا السلوك غير مقبول ( لاينبغي علينا ان نضرب الأشخاص الأخرين عندما نغضب ويمكن ان نضرب جماد كالوساده او نمشي سيرا على الاقدام حتى يخف الغضب او تأتي وتطلب مني المساعدة). فيتعلم الطفل تقوية عواطفة وإن هناك طرق مقبولة لإدارة هذه المشاعر.

المثابرة والإصرار:

يشير مبداء الإصرار او الثبات إلى القدرة على التمسك بالأهداف للتغلب على العقبات سواء أكانت تعلم ركوب الدراجات الهوائية او العزف على البيانو او القيام بتقسيم طويل، فيمكن للأسر أن توفر الحوافز والتشجيعات لأطفالها على التمسك بها. فيتعلم الأطفال أن الإصرار والمثابرة لاتؤدي فقط الى اتقان المهارات بل الى شعور الثقة بالنفس حول قدرتهم على تحديد الأهداف وتحقيقها بمفردهم. فيقوم الوالدان في كثير من الأحيان بحل مشاكل أطفالهم فيشعر الاطفال بإنهم غير مؤهلين او غير قادرين بحل مشاكلهم من تلقاء أنفسهم (جيفرتس و سيغرين،٢٠١٤).

التعاطف:

يشير مبداء التعاطف إلى الإحساس بما يعانيه شخص آخر والمشاعر المرتبطة بتلك التجربة. فيتعلم الطفل الشعور والإحساس ورعايه الاشخاص الآخرين فعندما يرى الطفل طفل آخر يبكي بحضن امه او يحضن الوالد طفله الذي يبكي او تكوين صداقات مع طفل جديد ومختلف في المدرسة فيتعلم حينها أن يهتم بمشاعر وحاله الآخرين، بالإضافه على التشجيع بالقيام بالإعمال المنزلية لدعم أطفالها لتنمية الشعور بذاتهم وهو شعور جيد لمواجهة المطالب الاجتماعية الأكثر تعقيدا (بيرزونسكي،٢٠١١). ويشمل تنمية الشعور بالهوية تنمية القدرات الإدراكية كالتخطيط والاستعداد والقدرات السلوكية كالعمل المتعمد واستخدام الموارد بدلا عن الوعي الثقافي (لويكس و روبيتسشك،٢٠١٤). فعندما يقرر الطفل لذهاب الى دعوة لفريق كره القدم يمكن للوادين مساعدة طفلهم للنظر الى إيجابيات وسلبيات كل خيار وفهم مايعني قرارهم لتطوير شعورهم الذاتي.

الخاتمة

من المهم أن يدرك الممارسين والمربين الذين يعملون مع الشباب إن اساس التعلم الاجتماعي العاطفي ينبع من المنزل اي انها تتركز على ثقافة الأسرة. فتشمل الثقافة الأسرية نموذجا من المعتقدات والقيم لدى الأسرة والبالغين والعالم ككل. فيرتبط ضمنياً سر اختيار الطابع الإجتماعي على شبابها بمعتقداتهم وقيمهم الثقافية والدينية. فيمثل هذا التقاطع بين الأسرة والمجتمع فرصه للشباب والكبار الذين يدعمونهم، فإن دعم الأسرة للتعلم الاجتماعي العاطفي يتطلب البدء من خلال السعي إلى فهم القيم والمعتقدا التي تجلبها كل عائلة الى اسرتها. (ماكلين وسيد، ٢٠١٥)