" الوهم فكرةً وَلَيْسَ شعوراً إنسانياً " على الرغمِ مِن أنهُ قد يستهان بهذهِ العبارة إلا أن تبعاتها على مجرياتِ ومصير حياةِ الإنسانِ على وجهِ العموم، وعلى عقلهِ على وجهِ الخصوص كبيرة ومصيرية.
فالفرق كبير بينَ أن تجعلَ إنساناً عالقاً في الوهم وتجعله معتمِداً ذهنياً عليك لا يتصرّف إلا بقناعاتك وتزرع في عقلهِ أفكارك الخاصة؛ وبينَ أن تهبهُ صدقَ الشعورَ بالحُب والقَبول والدعمِ ليستكشف العالم بنفسه ويصنَع قناعاته الخاصة ويكون كما يشاء هُوَ أن يكون وكمّا قدِّرَ لَهُ.
ثم الذي تستطيعُه وبيدك عملهُ وتؤجر عليه هُوَ التعاملُ بحسنُ الخلق وطيبُ المعشر لأي إنسان، ثمَّ أن تكونَ قدوةً لَهُ بحسنِ تصرّفك وأن تِحسنِ لَهُ الموعِظةَ والنصح، وسوى ذَلِكَ ليسَ لَأي أحدٍ إليهِ من سبيل.
ولأنّ الإنسان فُطِرَ على حُب الخير وعلى الفضول وحُبِّ المعرفة لِذلِك أنعمَ الله عَلَيْهِ بالعقل والوعي والإدراك؛ ثمّ علمهُ مما يشاء ثمّ وهبهُ القدرة على الإختيار، وهوَ بذلك أعطاهُ القدرة والحق على تحديدِ مصيرِه وحمّلَهُ وحدهُ مسؤولية ذَلِك حيثُ قال تعالى في محكم التنزيل: "ولا تَزِرُ وازِرةٌ وِزرَ أخرى".
ولِذَلِك ينبغي أن نعلم أنهُ ليسَ لأي إنسان كائناً من كان أن يسوق إنساناً آخرَ إلى اختيار منهجه أو إختيار أفكاره أو قناعاته في الحياة بأي طريقةٍ كانت فكلنَا سواسيةٌ ومامنا منِ رسولٍ حتى يطاع ويؤخذ بأمرِه، والعقل والنفس كما الدينُ والعِرضُ والمال ضروراتٌ خمس أمرَ الشرعَ بصيانتها وحفظها وحفظِ حدودِهَا..
ثمّ سَنّ سُنناً كونية وسنناً شرعيةً؛ مهما أرادَ الإنسان أن يبتدعَ فيها أو عنها أموراً أخرى عادَ خائباً وخاسراً محمَّلاً بكمِّ لا يحصى مِنَ المشكلاتِ سمّى حلهُ لها إبداعاً.!
ولو أنهُ عادَ إلى المنهَج الرباني الصحيح وتمسكَ بهديِّ الله كما ينبغي له تصديقاً وعملاً وقولاً . ثمّ كانَ أواباً شاكِراً ذاكِراً منيباً؛ وعاملَ حياتهُ بالإتزانِ في كل أمورِه؛ لأفلَح بدنياه وآخِرَتِه.
ولكن البعض يختار إلا أن يرفض الإتباع للفطرة السليمة؛ والأوامر الشرعية ويقنع بها؛ فاتبع ماتشابه منها أبتغاءً للتأويل والتعطيل والتسلق؛ ثمّ اتخذَ مِن عقلهِ إلاهاً فَضَلَّ وأضل.