الإنسان يتغير، ويتغير معه خواطره وأفكاره وأساليبه، ويتغير زمانه ومكانه، ويتبدل أحواله ومنازله، ويتحول حياته من طور إلى طور، ويتقلب من الحياة إلى الممات، وهو لا ينفك عن تغيره.
شمس الدينا تتغير، تطلع وتغرب، تحمر وتصفر، تشتد حرارته وتنخفض، تستوي وتميل، وتجري في مدارها، وتنير الدنيا وما حوله، وتشحن النجوم التابعة لها، وهي لا تنفك عن تقلبها.
الأرض تتغير، ويتغير ما فيها، يتغير العصور والأماكن، ويتبدل الفصول والمواسم، ويتلون الأشجار والزهور، ويتبدل الأنهار والبحار، ويتقلب المدن والبلدان، وهي لا تنفك عن تقلبها.
يتناسل الإنسان والحيوان، ويتلاقح الأشجار والأعراش، ويتقدم الكبار ويتأخر الصغار، ويتداول النسل والتوارث، ويأتي الجيل بعد الجيل، ويعمر الأرض والسماء، ويستمر التغير والتداول.
يتغير الأسلوب والطرح ، ويتغير المعاني والمفاهيم، ويتغير الأفكار والنظريات، ويتبدل الطلبات والرغبات، ويتقلب الأساليب والوسائل، ويتحول التقنيات والتطبيقات، وكل شيء يستمر تبدله.
البقاء على حالة يستحيل، التقلب في كل شيء يعتاد، البقاء على الحياة يستبعد، والموت قد تم تسجيله، البقاء على الصحة يغلب، والناس أحيانا يمرض، ودوام الحال هو المحال.
الاستسلام إلى التغير، إذا كان بحياة الإنسان، والتكيف معه هو الحكمة، التأسف والحزن على التغير هو الخفة.
الكاتب يتجول في منظومة التغير والتبدل، ويتعود على التقلب والتكيف، لأنه يسمع أحيانا بأن أحدا قد يمرض.
والعالم وما فيه يتغير!
مقصود الحق ممروز