كلما حاول ذاك السعودي العجيب والجميل معاً، أو فكر أو قُدِّر له التفكير في بيت العناء والشقاء ( تكبيلة باقي العمر ) منزل العائلة.. حلم الماضي والحاضر والمستقبل.. إلا ووقع في حفرة وسط الشارع العام عند تحويلات حفر شبكة الصرف الصحي وأمام بنشر ”الأمانة“، انفجر الإطار الخلفي على إثرها ! الذي هو “الإسبير” المستخدم النظيف سابقا، وقد اشتراه ديناً حتى آخر الشهر بخمسين ريالاً من عبده اليماني الذي باعه إياه خلسة عن الرقابة..!!

عرف وتأكد وأيقن بأن مجرد محاولة التفكير في داء العقار أو عقار الداء – سمه ما شئت – وفي ظل الأسعار المليونية، هو مزيجٌ بين قليل من الجنون، وكثير من الهوس، ودائما من حالة التلبس بجني كثير الوسوسة، يتعاطى حبوب الهلوسة، غير قادر على الحركة !!.

وأضف لذلك.. أن من تصدى لأزمة العقار وقبل كل الحلول ورّط نفسه وورط العالم معه، ووضع نفسه بنفسه في أزمة مصطلح، فأطلق عبارات وجمل رنانة كـ ( منتج، أرض مطورة، الدعم السكني )، وأنت تسمعها تظن أنك ستسكن أعتى ناطحة سحاب على كورنيش جدة، وتشمت العاطسين في مصر والسودان كل ليلة ( خاصة بعد خرائط قوقل ) !! وهاتك يا حسنات تجري جري السحاب عنك وعن والديك وعن كل المتأهلين من مونديال إسكان.

أولئك يلوكون الكلام وبعد أن مضوا.. ، عادوا واتوا لنا بمصطلح “مطور عقاري” وبدأ البيع على الورق.. وعلى طاري الورق البنشري اليماني يشتهي فلوسه..! يا ويلك من الله حاسب قبل أن تُحاسب.. أصبر يا عبده الشهر القادم ، الذي بعده، الذي بعد بعده… مرت سنة، واثنين، وثلاث .. يعني الخمسين بتبني عشنا !! وإلا الورق لأجل يتبعثر يتطلب هبوب رياح الخماسين !!!

ماذا لو جربتم أخذ الحل من لدن ( موظف بسيط، متقاعد، سائق التاكسي، منتسب/ـة للضمان الاجتماعي، عاطل /ـة، كاشير/ة، بائع/ـة … ) من هؤلاء الذين لم تزدهم وظائفهم إلا مزيداً من الاحتكاك بالطبقة الزاهدة، ولو من باب خذوا الحكمة من أفواه المجانين !!.

ولأجل ما أورط ولا أتورط عزيزي القارئ النبيه.. محسوبك ( أنا بدون أي ضربة فاخرة على الصدر ) تعود على الكتابة في الطريق السالكة مع الإشارة الخضراء، ويبدو أنني تجاوزت مسرعاً تحت ضوء الإشارة الحمضية ( الصفراء / البرتقالية )، ولا أجرؤ بتاتاً البتة على قطع الحمراء أبداً..

ولذلك أقول بالفم المليان : صوووووووم يا صائم.

وعلى العموم.. نحن نسير (اجتماعياً) بين قوسين، الأول: “صوم يا صايم”، والثاني : “حج يا حاج” !!. وإن لم يعجبك الأول حاول أن تعجب بالثاني.. ولو في غير موسمه.